«ازرع الإمارات»

محمد سالم آل علي

مع اقتراب نهاية العام الثاني للاستدامة، أطلقت الحكومة الرشيدة البرنامج الوطني «ازرع الإمارات»، تأكيداً منها على أن «الاستدامة» ليست شعاراً مؤقتاً أو مبادرة يحدها زمان، بل هي نهج شامل يعكس التزاماً دائماً بالمستقبل المستدام، وخطوة استراتيجية اتخذتها الدولة للحد من الاعتماد على الواردات الزراعية، خصوصاً مع بروز التحديات العالمية التي لا تهدأ، مثل تغير المناخ وندرة المياه.

ولعل القارئ لما بين السطور يدرك أن برنامج «ازرع الإمارات» ليس مجرد برنامج زراعي كما يوحي اسمه، بل هو دعوة مفتوحة لكل فرد في المجتمع ليصبح جزءاً من هذا التحول الاستراتيجي نحو الزراعة. أي أن جميعنا، سواء كنا طلاباً في المدارس والجامعات، أو آباء وأمهات في المنازل، أو حتى موظفين في أماكن العمل، مدعوون لأن نكون جزءاً من هذه الرحلة الخضراء، وكل جهد صغير نبذله، سواء أكان نبتة نغرسها، أو بذرة نزرعها، سيسهم بلاشك في بناء البيئة المستدامة.

وأؤكد لكم أنه ما من يوم يمر إلا وأفكر فيه بأهمية الزراعة في وطننا الغالي، وأمعن في البحث عن السبل والطرائق لدمجها في مناهج التعليم، تماماً كما تُدرّس الرياضيات والعلوم وغيرها من المواد، بل إنني سأمضي أبعد من ذلك، وسأتمنى من كل مدرسة تخصيص مساحة صغيرة لزراعة غرسة أو شتلة، يرعاها كل طالب طوال فترة دراسته، وصولاً إلى جيل واعٍ يدرك قيمة الأرض ومعنى استدامتها. وحينئذ ستتحول الفصول الدراسية إلى حقول معرفية نابضة بالحياة، يتعلم فيها الطلاب الصبر والتفاني والمسؤولية، جنباً إلى جنب مع علوم الدنيا والأرض. ولا يتوقف التأثير هنا عند حدود المدارس، بل يمكن أن يمتد إلى المنازل أيضاً، فالزراعة المنزلية، رغم بساطتها، تقدم فوائد هائلة للأفراد والأسر، خصوصاً أنها لا توفر غذاءً صحياً فحسب، بل تعزز أيضاً أنماط الحياة الصحية، وتقلل من التوتر اليومي.

إن كل نبتة تُزرع في هذا الوطن الغالي هي خطوة نحو زراعة الإمارات، وإذا كنا نريد أن نورث أجيالنا القادمة كوكباً أخضر مفعماً بالحياة، علينا أن نبدأ منذ الآن، فاستدامة الزراعة هي التزام مجتمعي نحو مستقبل أفضل.

* مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر