الإمارات.. وطن الإنسانية

أحمد أميري

منذ تأسيسها، حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على ترسيخ قيم التضامن الإنساني، سواء داخل حدودها أو على الساحة الدولية. وانطلاقاً من رؤية مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وضع الأسس الإنسانية للإمارات كدولة تدعم العمل الخيري في جميع أنحاء العالم، استمرت الإمارات في تقديم يد العون للمحتاجين والمنكوبين، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو جنسيتهم، هذا الالتزام الإنساني تجسد في العديد من المبادرات والمساعدات التي تقدمها الإمارات عبر سنوات طويلة من العطاء.

احتلت الإمارات مكانة بارزة عالمياً كواحدة من أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية، وفقاً لتصنيفات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية. ومن خلال مؤسساتها الإنسانية، مثل الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومبادراتها الخيرية الواسعة، قدمت الإمارات مساعدات إنسانية وتنموية لأكثر من 100 دولة حول العالم. هذا الدعم يشمل قطاعات أساسية، مثل الصحة، والتعليم، والغذاء، والإغاثة في حالات الكوارث.

من الأمثلة الحية على جهود الإمارات الإنسانية المستمرة، مساعداتها الأخيرة للبنان، التي جاءت استجابة للأزمات المتعددة التي يمر بها هذا البلد الشقيق. تحت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قدمت الإمارات مساعدات عاجلة للبنان في وقت حرج يواجه فيه الشعب اللبناني التحديات العصيبة.

تضمنت هذه المساعدات توفير الغذاء والمواد الطبية والإغاثة الطارئة، وذلك في إطار سياسة الإمارات المستمرة للوقوف إلى جانب الأشقاء العرب في أوقات الأزمات. لم تكن هذه المساعدات مجرد استجابة طارئة، بل هي امتداد لدور إنساني تلعبه الإمارات منذ سنوات في دعم لبنان خلال فترات الأزمات المختلفة، بما في ذلك مساعدات سابقة خلال تفجيرات مرفأ بيروت الكارثية عام 2020.

على مدى السنوات الماضية، أظهرت الإمارات التزاماً ثابتاً بتعزيز دورها في الساحة الإنسانية العالمية. ومن خلال توجيهات قيادتها الرشيدة، أصبحت الإمارات نموذجاً يحتذى في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية، حيث تحتل مرتبة متقدمة بين الدول الأكثر سخاءً في دعم الشعوب المتضررة، فالمساعدات الإماراتية لا تقتصر على الدعم المادي، بل تشمل أيضاً الدعم الفني واللوجستي لإعادة بناء المجتمعات التي تعرضت للأزمات.

إن العمل الإنساني الإماراتي يتجاوز الدعم المادي ليعكس قيم التسامح، والتضامن، والعطاء، التي قامت عليها الدولة. وتبرز هذه القيم في كل مبادرة إنسانية تطلقها الإمارات، ما جعلها شريكاً موثوقاً به في المجتمع الدولي في مجالات الإغاثة والتنمية، هذه القيم هي التي تدفع الإمارات إلى الوقوف إلى جانب الشعوب المحتاجة، خصوصاً في الأوقات الصعبة.

تظل الإمارات وطن الإنسانية، ومثالاً حياً على التزامها بالقيم الإنسانية التي قامت عليها الدولة، ومع استمرارها في هذا الدور الإنساني المتميز، تثبت الإمارات أن العمل الخيري والإنساني هو جزء لا يتجزأ من سياستها الخارجية، وأساس متين لعلاقاتها الدولية.

ahmad.amiri1@outlook.com

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر