لا نحتمل هدراً للنقاط
تعادل أشبه بالخسارة الذي خرج به منتخبنا الوطني أمام نظيره الكوري الشمالي في الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026، ليواصل بذلك مسلسل إهدار النقاط على أرضه التي لم يُحسن استثمارها في آخر مواجهتين له، فالنتيجة جاءت مُخيبة ومُحبطة لطموحات الشارع الرياضي الذي كان يتطلع لحصد النقاط الثلاث وتجاوز كبوة إيران الماضية، إلا أن الأداء والنتيجة لم يرتقيا لذلك المبتغى من المواجهة الكورية، وهو ما أثار مزيداً من القلق والتوجس حول مشوار الأبيض المتبقي في رحلته للمونديال.
تكرّرت الأخطاء والهفوات الدفاعية ولم يتم تصحيحها أو منع حدوثها، إذ لايزال هناك خلل متواصل، لا نعلم إلى أي مدى سيتمكن الجهاز الفني من معالجته وتصويبه، من أجل تجنب تبعاته الفادحة التي تكون سبباً مباشراً في تطاير النقاط وضياعها بكل حسرة، مثلما ينبغي العمل على ضمان توازن الأداء بين الخطوط الثلاثة التي تفتقر إلى الفاعلية والحيوية في معظم اللقاءات.
ولعل هذا التذبذب الملموس على مستوى الأداء والنتائج يعود إلى عوامل عدة رئيسة مؤثرة منها ضعف الاستمرارية في الأداء الهجومي والافتقار إلى الانضباط الدفاعي المطلوب، كما أن الأداء يعكس أحياناً غياب الانسجام بين اللاعبين في النواحي التكتيكية، خصوصاً في الهجمات المرتدة والتحول السريع من الدفاع إلى الهجوم والعكس، لاسيما أنه لا يستطيع فرض أسلوبه على الخصم، بما يفقده أيضاً التحكم في المجريات وبسط سيطرته في المستطيل.
ولا شك أن التراجع البدني قد لعب دوراً سلبياً في القدرة على المحافظة على النتيجة وإبقاء شباكنا نظيفة كالذي حدث أمام كوريا الشمالية، عندما تراجع الفريق للخلف في الثلث الأخير من الوقت، ما سمح للخصم بالعودة وخطف التعادل الذي كان بمثابة الفوز له.
صحيح أنه ليس من الإنصاف تحميل المدرب وحده مسؤولية تراجع النتائج، لكن دوره من دون شك مهم ومؤثر بشكل كبير على الأداء، كون الاختيارات وتوظيف اللاعبين بتوزيع الأدوار الهجومية والدفاعية مع التحضير النفسي والذهني، يُعد دوراً أصيلاً للجهاز الفني ولا يد للآخرين فيه.
ولأجل هذا فإن (بينتو) مطالب بمراجعة هذه الأمور ومعالجتها بالعمل على تحسينها في سبيل تغيير الشكل العام في قادم المواجهات، خصوصاً مباراة اليوم أمام أوزبكستان، التي باتت لا تحتمل مزيداً من هدر النقاط، مثلما لن تتقبل الجماهير أيضاً تسويف وتنظير المبررات والأعذار، التي اعتاد الخروج بها علينا بعد كل تعثر مُحبط!
Twitter: @Yousif_alahmed
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه