متلازمة الأخطاء

يوسف الأحمد

ربما تكون خطوة للخلف والعودة مرة أخرى إلى الدائرة المغلقة بعد تكرار الأخطاء والتعثر من جديد، وكأن كل خطوة نتطلع فيها للأمام تُعيدنا إلى نقطة البداية التي تُكبل طموحنا وتُعطل من آمالنا. نعم لسنا بذلك السوء الذي حلله البعض، وقد لا يستحق أيضاً منتخبنا خسارة لقاءين في التصفيات الحاسمة المؤهلة لمونديال 2026، لكن يبدو أن متلازمة الأخطاء حاضرة معه دائماً ولا نعلم إلى متى ستبقى بهذه الفداحة، بعدما كبدتنا فقدان سبع نقاط كاملة في الجولات الثلاث الماضية، فهي مثل الكابوس المزعج الذي تستيقظ بعده وتكون في حالة من القلق والاضطراب. حيث يستمر نزف النقاط وكأن أقدامنا تُصر على إضعاف حظوظنا القائمة في التأهل مع كل جولة حتى تتلاشى الفرصة «لا سمح الله».

من دون شك، فإن التصفيات الحالية تُعد الأسهل في تاريخ مشوار المونديال، وبات على البرتغالي (بينتو) استدراك ذلك ثم استغلال المعطيات المتوافرة، مع الاتفاق على أنه يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، لاسيما أنه يواصل النهج ذاته في التعامل مع جميع المواجهات بأسلوبٍ واحد وطريقة لم يُجدِ مفعولها كثيراً في أرضية الملعب، إذ افتقد المرونة والتكيف مع الظروف والمتغيرات التي تطرأ، إضافة إلى أن توقيت التبديلات ونوعية البدلاء غير مؤثرة ولا تُحدث الفارق المطلوب.

فالمحصلة الحالية تعتبر امتداداً لمسلسل طويل وجدال لا ينتهي منذ سنوات عديدة، خصوصاً أن حالنا الكروي المتجمد قد أُشبع تنظيراً وتسويفاً دون تطورٍ ملموس، بل ظل رهيناً للتجاذبات بين أطراف اللعبة. فالنتائج المتباينة التي خرجنا بها إلى الآن، تؤكد واقع التحديات المؤلم الذي نعيشه كروياً، فهي دون الطموح المأمول، والحضور دائماً ما يكون متواضعاً وخجولاً، لا يرقى لحجم الاهتمام والدعم الكبيرين. ولعل الأسباب ظاهرة للعيان لا تحتاج إلى تأويل، فالمشكلة متفرعة وتتقاسم مسؤوليتها جميع الأطراف من تدخلات وتغليب مصالح وتلون الاختيارات وغيرها. كما أن التغييرات المستمرة لعبت دوراً كبيراً في تشتت اللاعبين بين فكر وأسلوب المدربين، بينما الأهم هو محدودية خبرة لاعبينا وقلة احتكاكهم دولياً، ما يُضعفهم دائماً أمام نظرائهم، الأمر الذي يتطلب فتح الباب مستقبلاً لمنح فرصة الاحتراف الخارجي للمؤهلين الراغبين في تطوير مهاراتهم وخبراتهم في بيئات كروية أكثر تنافسية وفاعلية. لذا فإن تكرار الأسطوانة ذاتها بعد كل خسارة لن يُجدي نفعاً، بقدر ما على المعنيين التصدي لهذا الواقع، الذي يحتاج لعلاج دائم وليس لتخدير مؤقت!

Yousif_alahmed@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر