لغة المستقبل والقوة الناعمة للابتكار
مع التطور المذهل والملحوظ للتكنولوجيا في العالم، أصبحت البرمجة عنصراً أساسياً في تحسين وتسهيل حياة الناس بشكل عام، فالتكنولوجيا لا تقدم حلولاً لمشكلات يومية فحسب، بل تطرح أيضاً حلولاً لمشكلات معقدة لم تكن لها حلول لولا وجود علم البرمجة.
البرمجة تُعرف على أنها علم يقوم على التسلسل المنطقي لحل المشكلات التي يواجهها الإنسان، فهي لغة تواصل بين الإنسان والآلة، تمكننا من التحكم في الأجهزة الإلكترونية، وإنشاء التطبيقات، وتطوير المواقع الإلكترونية، وحتى برمجة الروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ولا تقتصر أهمية البرمجة على البرمجيات والتطبيقات الإلكترونية، بل تمتد لتشمل قطاعات متعددة، مثل الصحة، والتعليم، والاقتصاد، والأعمال، والبحث العلمي، والاتصالات.
البرمجة اليوم تعد العمود الفقري الذي تعتمد عليه الدول في تحقيق النمو الاقتصادي، والتطور العلمي التكنولوجي، وتطوير العنصر البشري.
كما أن تعلم البرمجة يسهم في تنمية العديد من المهارات الحياتية، مثل التفكير المنطقي، وحل المشكلات، والعمل الجماعي، والصبر، وإدارة الوقت، والإبداع، والقدرة على الابتكار.
لم تعد البرمجة مقتصرة على المختصين في علوم الحاسوب، بل أصبحت متاحة للجميع، وأصبحت تُعتبر هواية يسعى الكثيرون لاكتسابها.
مع التقدم في علوم الحاسوب وتبسيط لغات البرمجة، بات تعلم البرمجة أمراً يسيراً، وتسعى الحكومات حول العالم إلى تعليم هذه المهارة منذ الصغر للأطفال.
وفي إطار الاهتمام العالمي بتعليم البرمجة، تحتفل دولة الإمارات في 29 أكتوبر من كل عام بـ«يوم الإمارات للبرمجة»، كجزء من مبادرة تهدف إلى تشجيع الأجيال القادمة على تعلم البرمجة والمشاركة في الثورة الرقمية.
هذه المبادرة تهدف إلى نشر ثقافة البرمجة بين الطلاب والشباب، ما يسهم في بناء مستقبل تقني يقوم على الابتكار والتطور.
تعلم البرمجة اليوم لم يعد خياراً، بل ضرورة ملحة لمواكبة قطار الثورة التكنولوجية السريع.
ويبدو أن المستقبل يحمل في طياته المزيد من الاعتماد على البرمجة كأداة لتحقيق الاستدامة والإبداع التقني. ويبقى امتلاك هذه المهارة اليوم هو استثمار في مستقبل مشرق، يعتمد على التطور والابتكار.
أستاذ مساعد، قسم علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، كلية الهندسة، جامعة أبوظبي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه