رهان السيتي والكرة الذهبية
كتب مانشستر سيتي تاريخاً جديداً، بعدما حصل لاعبه الإسباني رودري على جائزة الكرة الذهبية المرموقة، في إنجاز جديد يضاف إلى سجلات «السماوي»، الذي بات يتصدر المشهد بإدارة إماراتية ناجحة، تملك الفكر الرياضي المتطور دائماً، والحديث جداً.
يحسب لإدارة «السماوي» أنها راهنت في الجائزة على لاعب واحد، وتمكن من قلب الأمور رأساً على عقب في الساعات الأخيرة، بعدما كان فينيسيوس جونيور المرشح الأبرز بحسب ما شاهدناه في وسائل الإعلام.
ولأول مرة تفشل إدارة ريال مدريد في رهانها على لاعب محدد كان قريباً من الفوز بجائزة الكرة الذهبية، بعد الإنجازات التي حققها الفريق الموسم المنصرم، والحقيقة أن نادي العاصمة الإسبانية شتت أهدافه، بعدما بدأ حملته مع الإنجليزي جود بيلنغهام، ثم اتجه لاحقاً إلى الجناح البرازيلي، في الوقت الذي خطف فيه داني كارفخال الأنظار، وتمكن من تحقيق معظم الألقاب، لكنه فقد دعم ناديه.
ربما هذا التشتت أثر في دعم فينيسيوس، الذي لا يحظى بقبول لدى الجميع، نظراً للصورة السيئة التي يعكسها من حين إلى آخر، وصراعاته المستمرة، وكما نعلم جميعاً فالجائزة المرموقة يتم منحها بناء على تصويت 100 صحافي، ومن الطبيعي أن تؤثر الصورة الذهنية في خيارات الناخب، كونها جائزة عاطفية، وبناء على خيارات الصحافي، وليس حسب الأرقام أو وفقاً لرؤية خبراء اللعبة.
ربما لو راهن ريال مدريد على جود بيلنغهام أو داني كارفخال، كان يمكن أن يشكل منافسة قوية ضد ردودي، كون الأول سيحظى بدعم الإعلام الإنجليزي حينها، والثاني من بلاده وسيكون منافساً لمواطنه.
بشكل عام، نجح «السماوي» في كسب رهانه، وتحقيق الكرة الذهبية للمرة الأولى في تاريخ الفريق الأنجح حالياً على مستوى العالم، والذي يتحول رويداً رويداً إلى أحد أكبر الأندية في العالم، وسيغير موازين اللعب، وهي مسألة وقت فقط.
ولا يمكن أن نظلم رودري الذي كان يستحق الجائزة في العام الماضي أيضاً، وما حققه من إنجاز سينعكس إيجابياً على مانشستر سيتي مستقبلاً، وسيعزز من رغبة أفضل اللاعبين في الانضمام إلى النادي، كونه بات يملك تاريخاً جديداً ونجاحاً وباهراً، يجعل أي لاعب يلهث إليه، بحثاً عن المجد الجماعي والفردي، لأن النجاحات ستواصل ملاحقة «القمر السماوي».
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه