عَلَمُ العز والحضارة

د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد

تعتز الشعوب براياتها وأعلامها المعبرة عن هويتها، وعن سِيَر كفاحها نحو التقدم والازدهار، وعَلَمُنا الميمون ذو الألوان الأربعة التي ترمز إلى معانٍ سامية قلما توجد في علم آخر، هو عزنا وفخرنا، لما تعبّر عنه ألوانه من المعاني السامقة. فهذا اللون الأبيض يشير إلى العطاء وحب الخير للشعب والإنسانية، واللون الأسود يشير إلى الجِدِّية ورجاحة العقل، وإقدام أبناء الوطن إلى المعالي مهما كانت صعوبتها، فهي سهلة بالنسبة لإقدامهم، واللون الأخضر يشير إلى التفاؤل والرخاء الذي تنعم به الدولة، حفظها الله تعالى، واللون الأحمر يشير إلى الإقدام والجرأة في المهام تبعاً لإشارة القائد الهُمام، فكلها معانٍ تعبر عنها الحقيقة الواقعة اليوم، فما أصدقَ الشاعر القائل:

بيضٌ صنائعُنا سودٌ وقائعنا ** خضرٌ مرابعنا حمرٌ مواضينا

فقد كان الشاعر سابقاً لزمانه، ولو عاش لرأى واقعه في هذا العَلَم الميمون.

نعم، إن هذه المعاني السامية لا تراها معبرة بصدق في علم مّا، كما تراها في هذا العلم الميمون، الذي رفرف في مثل هذا اليوم قبل نحو 50 عاماً، وكل عام ترى من مصداقيتها ما يفوق دلالتها في العام الذي قبله، كل ذلك لأنها تتفق مع الإرادة الحكيمة والمقدامة من القيادة الرشيدة، حفظها الله تعالى، التي تفعل ما تقول، وتقول ما تفعل.

إنه عَلَمُ دولة الإمارات التي أخذت على نفسها أن تكون سابقة غير تالية، قدوةً لا مقتدية، فإذا جاءت ذكرى رفعه في الأول من نوفمبر عام 1971 فحُقّ لهذا الشعب ومحبّيه أن يرفعوه عالياً خفاقاً، كما رُفع يوم نشأته. لا جَرم في ذلك، فهو فخر لأنه حقق المعاني التي دلت عليها ألوانه، وهو عز لمن احتمى به، وصدق الشاعر القائل:

إذا ما رايةٌ رفعت لمجدٍ ** تلقاها عرابةُ باليمين

نعم، إن شعب الإمارات يرفع رايته ليقول لغيره، إن هذا العَلَم يرتفع ولا ينخفض، ويعلو بتجدد الأيام والليالي ولا ينكسر، لأنه رُفع بصدق وولاء ووفاء، فكيف لا نفاخر به غيرنا وقد رأينا واقعه مضيئاً، وخبره ماضياً، وعزّه شامخاً.

إن رفعنا له يجدّد فينا معاني الولاء للقيادة الرشيدة، وللوطن العزيز، وللشعب الأبيّ، فتكون هذه المعاني حاضرة عند كل لمحة له، وهذا ما تعنيه الاستدامة في النماء ما بقي هذا العَلَم خفّاقاً في الأجواء، فدُم أيها العَلم بعز الله عزيزاً، وبحكمة القيادة مضيئاً، وبهمة الشعب مقداماً، والله يرعاك ويرعى حُماتِك.

*كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر