القيادة برؤية.. كيف يبني القادة عالماً جديداً مستوحى من كتاب «قصتي»

يقول صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في كتابه قصتي: «القائد ليس من يقود الناس بل من يقود الأمل». هذه العبارة ليست مجرد كلمات؛ بل تعكس فلسفة القيادة التي أنشأت دولة الإمارات، وصنعت من المستحيل ممكناً، حيث تحوّلت الأفكار إلى واقع، وتحولت الأحلام إلى مشاريع على أرض الواقع، لترسم لنا ملامح دولة لا تعرف حدوداً للتطور.

قاد المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، البلاد برؤية متكاملة وراسخة للمستقبل.

وأدركا أن بناء الإنسان هو الأساس لبناء الأوطان، ولذلك لم تكن رؤيتهما مجرد أفكار جامدة، بل كان لها أثر ملموس على كل فرد في المجتمع الإماراتي. 

ويبرز صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في «قصتي» كيف أن القائد، كي يكون قائداً حقيقياً، يحتاج إلى رؤية تجمع بين الأحلام الكبيرة والخطط الدقيقة. لقد آمن سموّه بأن الرؤية الطموحة هي أساس بناء أي حضارة أو مجتمع. لم يكن الهدف مجرد بناء ناطحات سحاب أو إقامة مشاريع ضخمة، بل بناء مجتمع متماسك يتناغم مع حضارته وهويته العربية، وفي الوقت نفسه يواكب التطورات العالمية.

وبفضل هذه الرؤية، تحوّلت الإمارات إلى مركز عالمي للاقتصاد والسياحة، حيث أصبحت مهبطاً للعقول والمواهب من العالم. تميزت الإمارات ببنيتها التحتية، ونظامها الصحي، والتعليمي، كل ذلك نتيجة للرؤية البعيدة. فقد أظهرت الإمارات كيف يمكن لقائد ذي رؤية أن يحوّل الصحراء إلى واحة متقدمة تضاهي أفضل الدول.

اليوم، نستطيع أن نرى ثمرة هذه الرؤية في جميع جوانب الحياة في الإمارات، من التعليم والصحة إلى الفضاء والتكنولوجيا. تحوّلت الإمارات إلى نموذج يحتذى، ليس فقط في المنطقة العربية، بل في العالم أجمع. ويعود الفضل إلى رؤية قيادتها التي لم تكتف بتحقيق الإنجازات، بل ألهمت الأجيال القادمة لتواصل المسيرة.

في عصرنا الحالي، حيث تعصف التحديات بالمجتمعات حول العالم، يبدو أن القيادة بالرؤية ليست خياراً، بل ضرورة. ومازالت الإمارات، بقيادتها، تواصل تحقيق الأهداف بعيون ترى المستقبل بوضوح وثبات، لتبرهن لنا أن الرؤية القوية هي التي تصنع العقول وتصقل الإرادة، وهي التي تبني الأمم. من هذا المنطلق، تُعدّ القيادة في الإمارات مثالاً يُحتذى في تصميم المستقبل وصنع الحضارة التي تخدم الإنسانية.

ahmad.amiri1@outlook.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

الأكثر مشاركة