الخروج من كهف الأندية
في ظل التغييرات الأخيرة التي دخلت في كرة القدم الإماراتية مع الاستفادة من مسألة اللاعبين المقيمين والمواليد، كنا نتوقع أن يتغير نمط الأندية في مسألة التدريبات والبرامج التحضيرية وأن يطبق الاحتراف بحذافيره على أرض الواقع، وليس العقود فقط.
في السابق كانت الحجج أن اللاعب المواطن ليس مفرغاً بالكامل لكرة القدم، وبالتالي معظم الفرق لا تتمكن من إجراء تدريبات صباحية بشكل دائم والاكتفاء بالتحضير في الفترة المسائية فقط.
الآن الأمور تغيرت تماماً، ولابد من معرفة السلبيات التي كانت تقف عائقاً أمام نمو اللعبة لدينا، لأنه من غير المعقول أن نواصل تكرار الأخطاء والتعامل مع اللعبة بكل بساطة وبعقلية الهواة، وبعد ذلك نطالب اللاعبين بأهداف بعيدة كل البعد عن المنطق والواقع، ولا علاقة لها بالعمل القائم المبنية أهدافه على المنافسات المحلية بالنسبة لجميع الأندية ما عدا العين بطبيعة الحال.
السبب الذي أثر في مستوى اللاعبين المواطنين سابقاً هو عدم تفرغهم، وفي الوقت ذاته غياب الاحتراف في الأندية، أقصد في التدريبات والإدارة وغيرها من الأمور المرتبطة بتطوير اللاعبين، ما أدى لاحقاً إلى عدم استقرار المستويات وبالتالي تدهور النتائج.
وحال واصلنا اتباع الطريقة ذاتها مع اللاعبين الحاليين، فالأمر لن يتغير، حتى لو وُجد ليونيل ميسي فمستواه سيتأثر، لأنه من غير المنطقي أن تنافس قارياً وتنشد التأهل إلى المونديال عبر حصة تدريبية يومية لمدة ساعتين في المساء، وهي الفترة التي يكون فيها الإداري متفرغاً أيضاً بحكم عمله صباحاً.
قبل يومين قرأت خبراً أن نادي النصر السعودي قرر اتباع نهج التدريبات الصباحية بحيث يوجد اللاعبون مبكراً في مقر التدريب لتناول الإفطار وإجراء التمارين الفردية والجماعة حتى وجبة الغداء، وهو الدوام الرسمي الذي تنتهجه جل الأندية الأوروبية.
وإذا نظرنا إلى حال اللاعبين الأجانب الذين تم تجنيسهم أو الموجودين في دورينا منذ فترة طويلة، فستجد أن مستوياتهم تتذبذب، وآخرون تدهور مستواهم بسبب النهج التقليدي الذي تتبعه الأندية، لذلك إذا أردنا الحديث عن النهوض وإحداث نقلة نوعية فلابد من تغيير الكثير من الأمور التي تقف عائقاً أمام ذلك، ولابد أن نخرج من كهف الأندية التقليدية التي جار عليها الزمن.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه