الاجتماعات السنوية.. فريق الوطن الواحد

أحمد أميري

تتجسد في الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات روح التعاون والتكاتف، وتثبت الإمارات مرة أخرى أنها ليست بلداً يطمح للتقدم فقط، بل نموذجاً يُحتذى به في العمل المشترك والانسجام بين مختلف القطاعات والمستويات الحكومية. فمنذ إطلاق هذه الاجتماعات، حرصت القيادة الرشيدة على أن تكون منصة للتفكير الاستراتيجي والتخطيط المشترك، حيث يلتقي فيها المسؤولون من مختلف أنحاء الدولة للبحث عن أفضل السبل لتحقيق التنمية المستدامة، وضمان رفاهية المواطن وتعزيز مكانة الإمارات على الصعيدين الإقليمي والدولي.

في دورتها لعام 2024، تركّزت الاجتماعات السنوية على ثلاثة محاور رئيسة تعدّ ركيزة للتنمية الشاملة في الدولة: الأسرة، والهوية الوطنية، والذكاء الاصطناعي. جاء التركيز على الأسرة لإيمان القيادة بأن الأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، وهي الأساس الذي يُبنى عليه مجتمع قوي ومتماسك. أمّا الهوية الوطنية، فهي الرابط الذي يجمع أبناء الإمارات ويجعلهم يفخرون بماضيهم ويعملون لمستقبلهم. وأخيراً، يأتي محور الذكاء الاصطناعي ليكون الأفق الجديد الذي تستشرف الإمارات من خلاله مستقبلها، وتسعى لتمكين كل قطاعاتها للاستفادة من الابتكارات والتطورات التقنية التي يشهدها العالم.

ومن خلال إطلاق مبادرات مبتكرة مثل الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031، ومشروع الأبحاث القطبية، وصندوق «ريادة» لدعم روّاد الأعمال، تظهر الاجتماعات أن الإمارات تتطلع إلى الاستفادة من مختلف الموارد الفكرية والطبيعية لبناء مستقبل مشرق. تهدف هذه المشاريع إلى تعزيز الاقتصاد الوطني، وخلق فرص استثمارية ووظيفية جديدة، وتأكيد حضور الإمارات كدولة رائدة في دعم الابتكار والإبداع.

إن الاجتماعات السنوية ليست لتبادل الأفكار فقط، بل هي فرصة للتحدي والابتكار، حيث يتنافس الجميع لتقديم أفكار وبرامج جديدة تسهم في تحقيق رؤية القيادة الإماراتية لمئوية الإمارات 2071. وعندما يعمل الجميع كفريق واحد، فإن الإنجازات تصبح واقعاً ملموساً؛ فكل قرار يُتخذ هنا، وكل مبادرة تُطلق هناك، هي خطوة أخرى نحو تحقيق طموحات الإمارات لتكون في مقدمة دول العالم.

الاجتماعات السنوية تعكس فكرة «فريق الوطن الواحد»، كما وصفها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهذا نهج متكامل يعزز الوحدة الوطنية ويضع الإماراتيين في قلب التغيير. ومع كل اجتماع، تزداد قناعة الجميع بأن العمل من أجل الوطن هو مسؤولية مشتركة، وأن المستقبل لن يكون إلا امتداداً لما نصنعه اليوم من قرارات وخطوات.

إن روح الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات تبرز الإمارات كدولة استثنائية، تُعلي قيم التعاون والشراكة بين جميع أبنائها، وتؤكد أن الإمارات ليست دولة فقط، بل هي قصة نجاح تتكوّن من قصص الأفراد والمؤسسات التي تعمل بجد وإخلاص لتحقيق تطلعات الوطن. إنها مسيرة تجسد معنى «فريق الوطن الواحد» في أبهى صورة.

ahmad.amiri1@outlook.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر