الإمارات تصنع نموذجاً عالمياً في دعم أصحاب الهمم
حقيقةً ومن دون شك، لقد أولتْ دولةُ الإمارات اهتماماً بالغاً بأصحاب الهمم، بل هم بالفعل على أولويات الأجندة الوطنية للحكومة الإماراتية بشتى المجالات الصحية والاجتماعية والوظيفية وخصوصاً التعليمية، باعتبار أن الاستثمار في التعليم إحدى أولويات الدولة، بل تعتبر الإمارات من أهم دول المنطقة التي تهتم بتعليم وتأهيل أصحاب الهمم لما لها من خبرات لا يستهان بها، وتجارب رائدة بهذا الشأن، وتعد الإمارات نبراساً لبقية الدول طبقاً للنتائج والممارسات المطبقة على أرضها في ما يخص أصحاب الهمم، وذلك للاقتناع والإيمان التام بأن أصحاب الهمم، بما لديهم من قدرات وإمكانات، إذا توافرت لهم الخدمات التدريبية والتأهيلية الملائمة، والرعائية والفرص المتكافئة، سيتمكنون من المشاركة بفاعلية مع بقية أفراد المجتمع، بالإضافة للإيمان الكامل بأن قضية الإعاقة قضية مجتمعية يلزم مواجهتها بتكافل جهود الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأشخاص من أصحاب الهمم.
ومن ثم نجد أن الدولة تعطي اهتماماً غير مسبوق بتعليم جميع الطلبة، ومن ضمنهم فئات الطلبة ذوي الإعاقة، حيث يعتبر التعليم المؤشر الحيوي لمدى تقدم الدولة وقدرتها على توجيه الطاقات والجهود لدى الأفراد بشكل مناسب، للوصول لمفهوم التنمية المستدامة فيها عبر الأدوار المختلفة التي يلعبها الأفراد في تطوير مجالات الحياة المختلفة؛ استناداً لمبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
وفي هذا الإطار وانطلاقاً من حرص الدولة على تقديم وتنظيم الخدمات النوعية ذات الجودة العالية لأصحاب الهمم، والتي تلبي احتياجاتهم وتضمن مشاركتهم الفعالة بمختلف المجالات، لضمان تقديم أفضل الممارسات وخصوصاً بمجال رعاية وتعليم وتأهيل ودمج الطلبة ذوي الإعاقة بالمجتمع، نجد أن دولتنا لا تدخر جهداً لسن القوانين، وتوفير بيئة مناسبة وداعمة وآمنة لهم، إضافة إلى توفير الكوادر المتخصصة وفق أفضل الممارسات وتوفير الأجهزة والتقنيات المساعدة التي تسهل وصولهم للمدارس والمناهج، بل إن الدولة الآن تعمل على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم ورعاية وتأهيل أصحاب الهمم، بهدف تحقيق التنوع في الخدمات التعليمية الشاملة المقدمة لهم، وتمكينهم من المشاركة بالتجارب والخبرات والأنشطة المنهجية وغير المنهجية مع أقرانهم، بما يؤهلهم للوصول إلى أعلى درجة ممكنة من الاستقلالية في جميع المجالات؛ لممارسة دورهم الفعّال كشركاء في المجتمع.
جامعة الإمارات العربية المتحدة
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه