«بلا تطبيل»
أنعش منتخبنا الوطني آماله بفوزين على قيرغيزستان وقطر، في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، ودخل بقوة في المنافسة على البطاقة الثانية المؤهلة مباشرة إلى العرس العالمي، الذي سيقام في أميركا والمكسيك وكندا.
مباراتان كانتا في غاية الأهمية بالنسبة للمدرب البرتغالي بينتو، الذي وجد انتقادات عديدة في الفترة الماضية، عقب النتائج غير المرضية للأبيض، لكن تم تصحيح الأوضاع في المواجهتين بتسجيل ثمانية أهداف والخروج بشباك نظيفة، إضافة إلى أن الأداء كان مميزاً والروح كذلك، وتمكّنا من رؤية الفريق الذي كان الشارع الإماراتي ينتظره.
لكن المهم في المرحلة المقبلة أن نتعامل بالقطعة مع كل مرحلة، ونبتعد عن «التطبيل» وتضخيم الأمور، وكأننا حسمنا التأهل، لأن هذا أضر منتخبنا كثيراً في أوقات سابقة، فبعد كل انتصار، كنا نضخم الأمور، وعقب أول نكسة نعود سريعاً إلى مسلسل الانتقادات والمطالبة بالإقالات.
أمامنا أربع مباريات مصيرية، وربما وضعنا الحالي بالنسبة للمنافسين هو الأصعب، لأننا سنخوض ثلاث مباريات خارج أرضنا، كما أن الفريق عانى سلبيات عديدة في الفترة الماضية، وإن اختفت في المباراتين الأخيرتين.
أهم مشكلة لابد من التركيز عليها هي مسألة الاستقرار، التي أثرت في الفريق بالمواجهات الأولى، لأننا كنا ندخل مع بينتو كل مواجهة بتشكيلة، وكل تجمّع كان يشهد إضافة عناصر عدة، وأعتقد أن الأمر سيستمر في الفترة المقبلة أيضاً، والمهمة صعبة للغاية على الجهاز الفني، لأن نجاح أي منتخب أو فريق يعتمد أولاً على الاستقرار والتجانس، وكثرة التغييرات والتعديلات والإضافات ستؤثر بشكل أو بآخر.
النسخة المقبلة من كأس الخليج يجب أن تكون من أجل المحافظة على المزيد من الاستقرار، وإن كانت هناك إضافات نأمل أن نتمكن في دمجها سريعاً قدر الإمكان، وعلى الجهاز الفني إيجاد الحل، سواء بخوض المزيد من المعسكرات أو توفير مباريات ودية قبل مارس القادم.
الشكل الحالي للأبيض جيد للغاية، لكن لابد أن نعلم أيضاً أن قيرغيزستان والفريق الحالي لقطر ليسا مثل إيران وأوزبكستان، وبالتالي لابد أن نضع ما تحقق خلف ظهورنا، وأن نعمل بجد أكبر، لأن ما ينتظرنا في المرحلة المقبلة من تصفيات المونديال أصعب.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه