الأكاديمي الخبير
يشهد قطاع التعليم العالي في دولة الإمارات تطوراً مستمراً، يسعى إلى مواكبة المتغيرات السريعة في سوق العمل، وتلبية متطلباتها المتزايدة. وفي ظل الجهود الرامية إلى تعزيز جودة التعليم وربطه بمتطلبات السوق، أقترح فكرة «الأكاديمي الخبير» كوسيلة مبتكرة لدعم خريجي الجامعات، وتزويدهم بالمهارات والخبرات العملية التي تُعينهم على الاندماج السريع والفعّال في بيئة العمل.
ويُتيح النظام الجامعي حالياً توظيف نسبة تصل إلى 20% من أعضاء هيئة التدريس كأعضاء جزئيين، لتقديم عدد محدود من الساعات الأكاديمية. ومع التحول السريع في أسواق العمل، يمكننا تعزيز هذه النسبة، واستقطاب خبراء مختصين من شتى المجالات، للعمل بشكل أوسع في الجامعات. يقوم هؤلاء الخبراء بنقل تجاربهم الواقعية وأحدث توجهات السوق إلى الطلاب، ما يجعل العملية التعليمية أكثر شمولاً وواقعية. يمكن للأكاديمي الخبير أيضاً، تطوير قدرة الطلاب على التعامل مع التحديات العملية، وتعزيز التفكير النقدي وحل المشكلات.
إلى جانب التعليم، يمكن للأكاديميين الخبراء الإسهام في مجال البحث العلمي، حيث يمكنهم قيادة بحوث تطبيقية ومشروعات عملية بالتعاون مع الطلاب. ستسهم هذه البحوث في إيجاد حلول مبتكرة لتحديات حقيقية تواجه مختلف القطاعات. علاوة على ذلك، يوفر هذا التعاون فرصة للطلاب للتعلم من خبرات عملية مباشرة، ومشاركتهم في مشروعات تسهم فعلياً في تطوير الاقتصاد الوطني.
ولتفعيل دور الأكاديمي الخبير، يمكن للجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة، التعاون لجعل هذه الفكرة واقعاً ملموساً. يمكن لهذه المؤسسات تقديم مكافآت مجزية ومحفّزة للخبراء، إضافة إلى دعمهم لتطوير معارفهم ومهاراتهم، بما يتماشى مع التطورات في تخصصاتهم. هذه الشراكة ستُمكّن من تزويد الخريجين بمهارات ملائمة، وتطوير بيئة عمل مستدامة داخل المؤسسات، تعزز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني.
وأخيراً، تعد فكرة «الأكاديمي الخبير» خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية الإمارات في بناء اقتصاد مستدام يعتمد على المعرفة والابتكار. من خلال هذا الدور الجديد، يمكن للجامعات الإماراتية أن تكون مصدر إلهام للطلاب، وتسهم في إعدادهم ليكونوا خبراء ومبدعين مستقبلاً، بما ينعكس إيجاباً على النمو الاقتصادي والاجتماعي في الدولة، ويكون أنموذجاً تطبّقه الجامعات العالمية.
خبير شؤون تعليم