مروءة الشباب

أسعدتني أخيراً مشاركتي في فعالية طلابية بإحدى جامعاتنا الوطنية المرموقة، ولا أخفيكم أن تلك التجربة غمرتني بحنين إلى أيام الشباب التي يملؤها النشاط وتسكنها الأحلام الواسعة، خصوصاً أن تلك الأيام ما هي إلا برهان على عِظم الدور الذي يؤديه، اليوم شباب الإمارات في رسم ملامح مستقبل دولتنا الغالية، فهم قلب الحاضر وأمل المستقبل، إضافة إلى كونهم المحرّك الرئيس الذي يدفع الابتكار والتطور في جميع المجالات، وهذا ما أكده صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مراراً وتكراراً خلال لقاءاته مع الشباب، حيث قال إنهم «القوة والطاقة والطموح والثروة الحقيقية، كما أنهم ركيزة التنمية وقادة الغد»، فهذه الكلمات تعكس التزاماً عميقاً بتمكين الشباب وتعزيز قدراتهم حتى يكونوا على استعداد لمواجهة تحديات الغد.

واستلهاماً من تلك الرؤى الرشيدة، شرعت دولة الإمارات، عبر مجموعة من الجهود المتضافرة لمؤسساتها العامة والخاصة، في رحلة طموحة لتنفيذ عدد لا يحصى من البرامج والمبادرات الهادفة إلى تعزيز دور الشباب في الجوانب التعليمية والوظيفية، ورعاية مشاركتهم في مجالات الإبداع والثقافة، الأمر الذي يسهم في تعزيز النسيج الثقافي والاجتماعي للدولة.

ومما يثلج الصدر في هذا السياق، الجهود المباركة التي تقوم بها الشؤون الإسلامية، من خلال خُطب الجمعة التي تسلط الضوء على أهمية دور الشباب، ومنها خطبة بعنوان «مروءة الشباب»، إضافة إلى ما تحمله في ثناياها من رسائل توعوية تعود بالنفع الكبير على جميع مكونات المجتمع، ولعل هذا الأسلوب يذكّرنا بسيرة الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، الذي كان مؤمناً بفطنة الشباب وطاقاتهم المميزة، فكان يسألهم ويستشيرهم حين تتعقد الأمور وتتشابك، ما يعكس إيماناً عميقاً بأن الشباب هم مفتاح التقدّم والتغيير الإيجابي على مر العصور.

وأضيف هنا أن الشباب لهم أيضاً دورهم الحيوي في تعزيز الهوية الوطنية، وضمان استمراريتها، وذلك من خلال مشاركتهم الفاعلة في المهرجانات الثقافية والفعاليات الوطنية، وغيرها من المبادرات التي تبرز الروح الوطنية، وتعزز مشاعر الفخر بالتراث الغني للإمارات.

وخلاصة القول إن الشباب في الإمارات، بعزمهم وإبداعهم، يثبتون يوماً بعد يوم أنهم ليسوا من عابري المستقبل فقط، بل هم من صنّاعه الفعليين، ومادامت الإمارات باقية على حكمتها ورؤيتها البعيدة بتنمية قدراتهم واستثمار طاقاتهم، سيبقى شبابها سفراء للابتكار وبناة للغد، بل نموذجاً يحتذى في كل أرجاء الأرض.

مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

 

الأكثر مشاركة