يليق بكِ الفخر

أمل المنشاوي

من منا سافر ولم يشعر بأنها وطن يتعجل انقضاء أيام غيابه ليعود إليه؟ من منا لم يمتن لها ويعرف قدرها كلما أسعدته ويسرت معيشته واحترمت إنسانيته؟

من منا لم يدافع عنها في وجه كل من تقوّل عليها أو وصفها بما ليس فيها؟ من منا لم يفزع لفزعتها ويفرح لفرحها وينتصر لها ويرد غيبتها؟

من منا لم يحكِ لأبنائه قصتها وقصته معها، وكيف أنها غيرت أيامه وأحواله وخلقت من العدم حاضراً ومستقبلاً واعداً؟ من منا لم يحمل في قلبه محبة ابن من أبنائها أو بيت من بيوتها كان في استقباله يوم قدم إليها؟

من منا لم يستطب طعامها ويشاركها أعيادها ويدعو الله أن يديم نعمه عليها قدر محبة أهلها وصفاء نفوس ناسها؟

من منا لم يقارن بينها وبين غيرها في غدواته وروحاته، وفي كل مرة تفوز هي بلا منافس، إمارات الاتحاد والتكاتف واتحاد الإمارات وطن الإنسان وقِبلة الحالمين والمبدعين؟

تجدها حيث تجدد الحياة نفسها كل صباح وتبدأ يوماً وحلماً مختلفاً يحمل معه دروس الأمس، ويراهن على المستقبل بأفضل ما يكون.

تعرفها حيث الأمان عنوان للبيوت والشوارع، والهدوء سمت يغلفها للحفاظ على راحة الإنسان وخصوصية أوقاته وحقه في العيش الكريم.

تشعر بها وطناً كبيراً للحب والتسامح والتعايش بلا تمييز أو فوقية، بل أيقونة ومثال لنبذ العنف والكراهية ونشر قيم الإيجابية والسلام.

تطمئن بها كلما نسيت بابك مفتوحاً أو تأخر طفلك أو أصابك مرض، فعيونها الساهرة كفيلة بإصلاح كل شيء في أسرع وقت بلا خوف أو قلق.

يقصدها كل حالم بحياة أفضل وعمل أفضل وتعليم أفضل، فتفتح أبوابها وتشارك خيرها وتُعلم ساكنيها الانضباط واحترام الوقت والاختلاف والثقافات، وتُفسح مكاناً لذوي الأفكار والمبتكرين من كل جنس، وترحب بزوارها وتودعهم بود خالص وتمنحهم ذكريات لا تُنسى.

يبتسم لها الكون وينشر جماله على حدائقها وشواطئها وجبالها وسهولها ليصبح الثاني من ديسمبر كل عام أجمل أيامها وشهورها بهاءً وتألقاً واحتفاءً، وكأنه يبارك ما فعله المؤسسون ويثني ويشد على يد من يحمل الراية من بعدهم على الطريق ذاته، ويكافئها على عام كامل من الجهد والسعي والعمل الدؤوب.

53 عاماً من الاتحاد والحداثة والإبهار، يا إمارات العز يليق بكِ الفخر والتباهي والاحتفال في يوم اتحادك وانتصارك للإنسان وللحياة، فكل عام وأنتِ وكل محبيكِ بكل الخير.

amalalmenshawi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر