حتى لا نفقد كوادرنا
أكثر ما عانته كرة القدم الإماراتية هو ابتعاد أبناء اللعبة عنها بعد اعتزالهم لأسباب مختلفة، ما أثر سلباً في أمور عديدة مرتبطة بتطوير الساحرة المستديرة، وألقى بظلاله سلباً.
يجب ألّا نهمل مسألة تطوير أبناء اللعبة بعد اعتزالهم، لأن الخبرات التي اكتسبوها خلال مسيرتهم لابد من الاستفادة منها حتى تنعكس تجاربهم الثرية بشكل إيجابي على مستقبل كرة القدم لدينا، لاسيما أن كرة القدم تحتاج بشكل كبير إلى أبنائها.
لا نقلل إطلاقاً من الكوادر التي دخلت مجال اللعبة الشعبية الأولى من دون أي مسيرة في الملاعب، وهناك كثير منهم نجحوا وتمكنوا من خلق الإضافة بلاشك، والنماذج عديدة، لكن في الوقت ذاته مؤسف أن نرى اللاعبين السابقين الذين كانوا متألقين قد فضلوا الابتعاد عن الساحة الرياضية من دون الاستفادة من خبراتهم.
في الدول المتقدمة بمجال كرة القدم، وعقب اعتزال اللاعبين وتعليق أحذيتهم، تعمل الاتحادات والأندية بحكم المسؤولية المشتركة على تطويرهم، حتى يكونوا إداريين مميزين أو مدربين في قطاع المراحل السنية وصولاً إلى الفريق الأول، لذلك دائماً ما تكون القرارات أقرب إلى الصواب عندما يتولوا زمام الأمور. في الوقت الذي يختار رياضيونا الابتعاد عن المجال لأسباب مختلفة، رغم أنه يمكن أن يقدموا الإضافة، ويصنعوا الفارق نظراً للخبرات التي اكتسبوها من السنوات الطويلة في الملاعب، ومن حق الأجيال المقبلة أن تنعكس هذه الخبرات عليها من أجل توفير أفضل أرضية ممكنة.
في الوقت ذاته، نلقي باللوم على كثير من النجوم السابقين لأنهم لم يعملوا على تطوير خبراتهم عبر خوض تجارب أكاديمية، سواء في الجانب الإداري أو الفني، وتجد بعضهم يكتّف يديه متذمراً متعللاً بأن النادي الفلاني أو الاتحاد لم يمنحه الفرصة التي يستحقها، وهناك من يظن أنه يجب أن يتولى رئاسة وإدارة الفرق مباشرة، وهذه أفكار خطأ بلا شك.
ما نطمح إليه في الفترة المقبلة أن يتم التركيز على تأهيل الكوادر، ومنحهم الفرصة بناء على الشهادات والإمكانات المكتسبة، ومن الجيد أن نرى أن بعض اللاعبين السابقين، أمثال إسماعيل مطر، اتجهوا إلى مجال التدريب، ونأمل أن يتم توفير أفضل الظروف لهم، مع التركيز على مسألة خوض فترات المعايشة الطويلة حتى يكتسبوا أفضل الخبرات، ما ينعكس إيجاباً على مستقبل كرة القدم الإماراتية.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه