وطن العالم

محمد سالم آل علي

في غمرة احتفالاتنا بعيد الاتحاد، ضاقت بي الكلمات والتعابير ومنعتني من البوح بكل مشاعر المحبة والامتنان التي تتدفق في قلبي وفي قلوب أهل الإمارات من مواطنين ومقيمين، فالإمارات ليست دولة كسائر الدول والأوطان، بل هي منارة للإنسانية، وأرض للتسامح والمساواة، وشهادة باقية أبداً على عظمة رؤية آبائها المؤسسين الذين عملوا يداً بيد لوضع أسس راسخة تجمع الناس من كل ركن من أركان العالم في وئام ومحبة وازدهار.

إن قصة الإمارات الحقيقية هي قصة نسجتها حكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإرثه الذي ألهم العالم بمشارقه ومغاربه، وأصبح مبادئ يستنير بها كل من رام التقدم والتفوق. وهذا بالتحديد ما نراه اليوم مجسّداً على أرض الواقع من خلال ارتقاء الدولة إلى مقدمة دول العالم في التنوع والتعدد وجودة الحياة، ناهيكم بتفوقها في الابتكار والمعرفة والتنمية البشرية والمستدامة حتى أصبحت اليوم تقف شامخة كمثال مضيء لمعاني التعايش والانتماء، وواحة دائمة من الأمن والأمان، وأرض لا تعرف الأحلام فيها حدوداً ولا حتى نهايات.

ولعل الباحث عميقاً في أسرار هذا النجاح يصل إلى مجموعة من الأسس والمبادئ التي تشكل حجر الأساس لكل ما تم في الماضي، وسيتم ويستمر في المستقبل، ودعوني أبدأ بالعلاقة بين الحاكم والشعب، وهي هنا علاقة الأب بأبنائه، يصونهم ويرعاهم ويرشدهم بالحكمة التي تضمن لهم كل الخير والنجاح، تليها رفاهية المواطنين والمقيمين، وهي أولوية لا جدال فيها ولا نقاش، فعندما يسود التسامح ويتآخى الجميع متجاوزين حواجز اللغة والثقافة والعقيدة، سيسهم سائر المجتمع، بمن فيهم الأطفال وكبار السن وأصحاب الهمم، بفاعلية منقطعة النظير في مسيرتَي البناء والتنمية، أما ثالث الأمور فهو التزام دولة الإمارات الثابت بسيادة القانون والعدالة ضمن بيئة تُصان فيها الحقوق وتتاح فيها الفرص للجميع دون استثناء.

ويُلحّ عليّ هنا تساؤل عن دورنا نحن من نحيا على هذه الأرض وننعم بخيراتها، وأقول صادقاً إننا ندرك جميعاً عظم وضخامة ما قدمته وتقدمه لنا الإمارات، وردنا عليها هو ولاؤنا وإخلاصنا وتفانينا في سبيل نموها ورفعتها تحت راية القيادة الرشيدة لحكامها، كما أننا نعاهدها بأن نكون جنوداً مخلصين لها في السراء والضراء، ومجسدين دوماً روح الولاء والانتماء.

هذه حكاية الإمارات التي أصبحت موئلاً للسلام والإنسانية ومنبعاً للأمل، وهذه قصة أرضها التي تتلاقى فيها القلوب لتنادي بها بلداً للجميع ووطناً للعالم.

*مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

 

تويتر
log/pix