إسعاد الناس
امتلأت الشوارع بالبشر والسيارات وازدحمت الطرقات وازدانت ببهجة الاحتفالات بعيد الاتحاد الـ53، ورسم الجميع لوحة جميلة عن التعايش في الإمارات.
انتهت الاحتفالات وعادت الحياة لنشاطها المعتاد، لكن لم ينته الامتنان لأولئك الذين امتهنوا مهنة إسعاد الناس والحفاظ على أمانهم وأمنهم وخدمتهم بحب، هؤلاء الرجال الذين في كل مناسبة نجدهم على حواف الصورة وبين تفاصيلها الجميلة، الساهرون حتى وصول آخر طفل لبيته، والاطمئنان أن الجميع عاد سالماً وسعيداً.
رجال الشرطة والإسعاف الذين كانوا في كل مكان تعاملوا كما عهدناهم بذوق رفيع وود لضمان راحة الناس وانسيابية حركتهم سواء كانوا مشاة أو داخل سياراتهم، وكل منهم يردد عبارة جميلة جداً: «انبسطوا لكن راعوا غيركم».
في كل مرة وفي كل مناسبة يبهرني أداؤهم ومهنيتهم وفهمهم الراقي لدورهم الأمني والمجتمعي، وأتذكر كم كنت مزعجة في سنواتي الأولى هنا حين كنت أتصل بهم لأي مشكلة ولو بسيطة لأسألهم عن الحل أو الرقم الذي يجب الاتصال به فيقدمون المساعدة بكل أريحية واحترام، بل حدث ذات يوم أن ضللت طريق العودة إلى بيتي الذي انتقلت إليه حديثاً ولم يكن هناك وقتها خرائط «غوغل» أو خدمات الـ«جي بي إس» فاتصلت بطوارئ الشرطة فظلوا معي على الهاتف قرابة 20 دقيقة على الطريق السريع حتى وصلت للمنطقة التي بها بيتي، وغيرها الكثير والكثير من القصص التي لابد أن يكون عاشها كل من يعيش على أرض الإمارات ودائماً أبطالها رجال الشرطة.
نام الجميع والشوارع مغطاة بآثار الفعاليات التي انتهت بعد الواحدة صباحاً واستيقظنا لنجدها في أبهى صورة نظافة ونظاماً.
نمنا ولم ينم عمال النظافة وموظفو البلديات يحرسهم ويؤمن عملهم رجال الشرطة.
في الصباح وفي الطريق للمدرسة قالت ابنتي: هل هذه هي الشوارع التي تركناها أمس؟ متى نظفوها؟
في منتصف النهار هاتفتني صديقة تسألني عن أجواء الاحتفالات وماذا فعلنا واختتمت بقولها: «شارع الكورنيش كان مغلقاً حتى آخره لضمان عبور المشاة بأمان، هل رأيتِ أعداد الناس، وهل رأيتِ رجال الشرطة وتعاملهم الله يبارك لهم».
خدمة الناس وإسعادهم والتفاني في توفير الراحة لهم يشعر بها كل من يعيش في الإمارات أو يزورها ولا ينكرها أحد أبداً، ولا عجب فيها إذ إنها نهج رسمي وموروث أصيل تفخر به القيادة وتؤصله بالأفعال وتؤكد عليه في كل وقت بحسم بالغ: «سر نجاحنا خدمة الناس وتسهيل حياتهم».
amalalmenshawi@
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه