اضطراب فرط الحركة

يعد إصدار الحكم القاطع على الطفل بأنه من ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أمراً يحتاج للكثير من دقة التشخيص، لأنهم لا ذنب لهم في الأعراض التي تصدر منهم ويتعدى عليهم البعض من خلالها بأنهم مشاغبون وأصحاب مشكلات ويفسدون الجو العام والتعليمي على أقرانهم. ورغم أن هذه الأعراض قد تكون وراثية، فالحقيقة أن أطفال اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط يحتاجون للمرافقة والتدعيم سواء داخل الأسرة أو بالمدرسة، فهم يمتلكون عقلاً لا يكل ولا يمل، حتى وهم يشعرون بالإرهاق، فإن عقلهم يعمل بسرعة ودون توقف حول كل الأمور.

ويعد اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أحد اضطرابات النمو العصبية التي تحدث بالطفولة، ويستمر حتى البلوغ والرشد بأشكال مختلفة ولا توجد أسباب واضحة حول أسبابه، لكن توجد بعض الدراسات تؤكد ارتباطه بعوامل وراثية أو جينية. وتظهر أعراضه قبل سن 12 في شكل تشتت انتباه مصحوب بنشاط حركي زائد واندفاعية، وتراوح الأعراض ما بين خفيفة أو معتدلة أو حادة والتي توصف بالخطيرة، وقد تستمر لسن البلوغ عند البعض، وتقدر الإحصاءات أن معدلاته قد تصل إلى 6% من الأشخاص.

وتتمثل الأعراض في سرعة شعور الطفل بالملل من كل شيء وفقدان تركيزه في تتبع المعلومة، إضافة إلى فقدان أغلب حاجاته المدرسية، ودائماً ما يتجنب المهام التي تتطلب مجهوداً فكرياً، كالواجبات المنزلية والجلوس طويلاً على مقعد الدراسة، إلى جانب تشتت انتباهه بسهولة والمصحوب باندفاعية في الحديث ومقاطعة الآخرين.

بل نجد أن هؤلاء الأطفال يعانون تراجع الثقة بالنفس، والعلاقات المضطربة، وضعف الأداء في المدرسة أيضاً، وتقل هذه الأعراض في بعض الأحيان مع تقدُّم العمر. ومع ذلك لا يتخطَّى بعض الأشخاص أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط تماماً، لكن يُمكنهم تعلُّم مجموعة من الاستراتيجيات التي تمكنهم من السيطرة على سلوكياتهم، لذا فالتدخلات العلاجية لهذا الاضطراب نجدها قائمة على مداخل متعددة خصوصاً المدخل السلوكي الذي يتطلب التعاون ما بين المدرسة والأسرة، بل إن من أكثر التدخلات نجاحاً ملاءمة أسلوب الحياة مع الاضطراب، حيث تعامل كل حالة وفقاً لخصوصيتها والصعوبات التي يواجهها الطفل، كذلك أوصي بممارسة الرياضة والاعتماد على الأدوات المكتبية والتكنولوجية في تنظيم الوقت والعمل، كاستخدام التقويم الشخصي، والقارئ الصوتي، والساعة الذكية، والأقلام الملونة، حيث إن ربط الأشياء بالألوان أو تزويدها بشيء يحرك شعوراً ما يساعد على تذكرها أو التركيز فيها.

جامعة الإمارات العربية المتحدة

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

الأكثر مشاركة