ظهورٌ خجولٌ للعين

يوسف الأحمد

تمثل نتائج أنديتنا في النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا 2024 (النخبة ودوري أبطال آسيا 2) فرصةً لرفع سقف طموح المنافسة، بعد المحصلة المبدئية الجيدة التي خرجت بها من الأدوار الأولى، إذ يبدو أنها تسير على مسارات مختلفة حول محور التنافس، وذلك عطفاً على النتائج، إلا أن ذلك يتطلب مجهوداً مضاعفاً وخطة مدروسة لتجنب أي عثرات مفاجئة من أجل الانتقال والتأهل للمراحل المتقدمة من البطولة.

وقد ظهرت حظوظ كل من الشارقة وشباب الأهلي والوصل بصورة محفزة للذهاب بعيداً في هذا المشوار، بخلاف فريق العين الذي عانى تراجعاً وتذبذباً مخيفاً أثناء هذه المرحلة، بعدما قدم أداءً غير مستقر انعكس على نتائجه، وفي ظهور خجول لا يليق به كبطل للنسخة الماضية. ولعل استمرارية أشقائه الثلاثة في مستطيل المنافسة، تستوجب المحافظة على النسق نفسه الذي خرجوا به، بما يدفعهم أيضاً إلى زيادة وتيرة الجاهزية والتركيز الذهني، اللذين سيكونان عنصري حسم في أوراق المناورة والمواجهة مع الخصوم القادمين.

مع دخول البطولة أدوارها الحاسمة، خرجت قراءات عدة اعتمدت على نتائج الجولات السابقة، واستندت إلى مؤشري الأداء والنتائج الأخيرة، فالشارقة أثبت حضوره القوي الذي تصاعد من جولة لأخرى مع قدرته على مجاراة منافسيه والقفز من فوق أسوارهم وضرب تحصيناتهم في لحظات حاسمة، منحته مبتغاه بالخروج متوجاً بالفوز، الذي سهل عبوره وانتقاله للدور الثاني، لكن ذلك لا يلغي حاجته الملحة لمعالجة الأخطاء الدفاعية، لاسيما عند مواجهة فرق أقوى هجومياً في المرحلة الإقصائية، مع أهمية تفعيل أكثر للشق الهجومي، واستثمار الفرص التي لن ينفع الندم عليها في المواجهات المقبلة. ورغم أنه الأفضل من حيث التوازن الهجومي والدفاعي بين ممثلي أنديتنا، إلا أن شباب الأهلي سيواجه ضغوطاً أكبر في الدور المقبل، وبات عليه الحفاظ على التركيز الذي سيكون مفتاح نجاحه وبوابته نحو الانتصار، مع الحذر من الاعتماد المفرط على الهجمات السريعة التي قد ترتد عليه سلباً لو قابل فرقاً تُجيد التنوع والتحول وتتحصن بترسانة دفاعية صعبة الاختراق. بينما لن يكون الوصل بعيداً عن هذه الدائرة، رغم مستواه المستقر إلى حد ما، لكنه يحتاج إلى تطوير كفاءته الهجومية، واستغلال الفرص، خاصة عند مواجهة الفرق التي ستميل للتكتل الدفاعي.

Twitter: @Yousif_alahmed

 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

 

تويتر