المجد لمن يطلبه

د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد

ما أجمل الحكمة التي استلهمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من مدرسة القائدين العظيمين مؤسسَي الاتحاد، وغارسَي مجد الإمارات وحضارتها، الحكمة القائلة: «تعلمنا من زايد وراشد أن المجد لمن يطلبه، والمراكز الأولى لمن لا يرضى بغيرها».

فإن هذه الحكمة هي مفتاح الإبداع والتميز، وهي خارطة طريق لمن أراد المعالي، وهي الإلهام لمن يسعى للخير ونفع الغير، فإن المجد ليس سهل المنال، بل لا يصل إليه إلا من له همة يناطح بها الجبال، ويسعى إليها سعي الوحوش في الرمال، وقديماً قال الشاعر الحكيم: لا تحسب المجد تمراً أنت آكلُه ** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصّبِرا

حكمة تستحث ذوي الهمم العالية ألا تقف هممهم عند أول عقبة يجدونها في سبيل نيل المجد، بل أن يتجاوزوها بصبر وتُؤدة حتى يؤتي صبرهم ثمرتَه بالوصول إلى غاية ما يصبون إليه، ومن كان كذلك فلابد أن يصل، كما قالوا: بقدر الكَدّ تكتسبُ المعالي ** ومن طلب العُلا سهر الليالي

وسموه، حفظه الله تعالى، يضع لنا هذه الحكمة البالغة لتخبرنا أن طموح الإمارات لا نهاية له، وأن شعبها فضلاً عن قيادتها لا يعرفون التواني، وأن معيار هذا المجد هو المركز الأول الذي يليق بهذه القيادة والشعب، وقد بذلت القيادة المباركة جهدها لإدراك المقصود، فحققت الأولية في مجالات كثيرة، منها التنمية والعدالة والأمن والنظام والسعادة، والحضارة والتكنولوجيا وتصفير البيروقراطية، والقوة العسكرية والاقتصادية والوصول إلى الفضاء والحكومة الرقمية، ولازالت تسعى إلى تحقيق الاستدامة البيئية والذكاء الاصطناعي وغير ذلك. وهكذا ستظل مسيرة السعي إلى المراكز الأولى هدف القيادة، وعزيمة الشعب، ولن يتوانيا حتى تتحقق وستستمر في جميع مراحل النمو والتطور، وما حالنا إلا كما قال الشاعر:

رأيت عُرابة الأوسيّ يسمو ** إلى الخيرات منقطع القرينِ

إذا ما رايةٌ رُفعت لمجدٍ ** تلقاها عُرابة باليمين وما همة عُرابة الأوسي إلا خيال بالنسبة لهمة قيادتنا الرشيدة التي جعلت المستحيل ممكناً، والممكن مُنالاً، وها هو جواز الإمارات من أوائل الجوازات العالمية، يمخُر الآفاق من غير استئذان ولا توقف، وها هي يد العون والمساعدة تمتد إلى كل بلد محتاج في العالم أجمع، فلا تكاد الإمارات تسمع هَيْعةً ولا صيحة في بلد إلا كانت أساطيلها الجوية أو البحرية سباقة إلى إغاثتهم وسد لهفتهم، وهو ما تشهد به المحافل والمؤسسات الدولية.

زادها الله قوة وبسطة في الخير وسبقاً إلى الفضائل.

*كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر