دبي.. دار الحي

إسماعيل الحمادي

بينما كنت أتصفح أحد مواقع التواصل الاجتماعي، صادفني فيديو لأحد المقيمين العرب في دبي يوثق يومياته بشوارع إحدى المدن الأوروبية، ذهب إليها سائحاً، قائلاً بالحرف الواحد: «أنا أزور هذه المدينة سنوياً، لكن لا أستطيع العيش فيها كل حياتي مقارنة بدبي فهي أفضل بكثير من جميع المدن الأوروبية»، وأخذ بسرد مقارنته، موضحاً أن دبي توفر له ولعائلته الحياة الآمنة، علاوة على أن أولاده ينشؤون على عادات سليمة ومبادئ عربية أصيلة نابعة من هوية الإمارة، رغم التقدم الكبير الذي يميزها.

وقال: «يمكنك التجول في دبي طول الليل دون أن تتعرض للأذى، بينما لا توجد هذه الميزة في أوروبا بأكملها»، ذاكراً تفاصيل كثيرة أخرى تتفرد بها دبي عن غيرها من المدن.

وأنا أستمع لحديثه عن هذه المقارنات أدركت جيداً ما الذي يجعل دبي متميزة ومحبوبة للجميع، لكن هذه المكانة التي اكتسبتها دبي لم تأتِ من عدم، فالجهود المتواصلة في تأسيس مدينة بهذه المميزات هي التي صنعت دبي.

جمال دبي ليس ظاهراً فقط بل حتى في التعامل والتعايش ونمط الحياة.

دبي ليست منظر أبراج متلألئة ومشاريع ضخمة، وإنجازات مبتكرة، وشواطئ ذهبية، وحدائق خضراء وسط بيئة صحراوية.. دبي هي أسلوب عيش متفرد وجو مميز يتناغم مع جميع فئات المجتمع صنعته قوانين صلبة ومدروسة، وخطط متقنة.

حين تمشي في شوارع دبي، سواء كنت راجلاً أو في مركبة، وتكون بيدك ورقة صغيرة، فإنه لا إرادياً لا يمكنك رميها على الأرض، وتسعى إلى رميها في المكان المخصص لها، لأنك ملزم بذلك، بل يصبح عقلك مبرمجاً على ذلك، وتكتسب هذا السلوك كعادة تنتقل معك إلى كل مكان تذهب إليه في العالم.

حتى لو كتبت صفحة كاملة لمقارنة دبي بغيرها فلا تكفي وصفها ولا تفي بشرح كل المقومات التي جعلت دبي مفضلة لجميع سكان العالم، باختلاف ثقافاتهم ومستوياتهم وجنسياتهم ومعتقداتهم، لقد وُجدت دبي كبيئة للتعايش والتسامح وتقبل الآخر دون عنصرية أو كراهية.

دبي ليست مجرد مدينة، بل هي قصة نجاح متجددة، نابعة من رؤية تجاوزت الحدود، هي مدينة تسابق الزمن، تقدم كل يوم تجربة جديدة تجعلها في قلب المشهد العالمي.

هي ليست مجرد مدينة للعمل أو الاستثمار أو السياحة فقط، وإنما هي مصدر إلهام لكل من يطمح لتحقيق المستحيل أيضاً، وتجربة حية تعلمك كيف تنتقل إلى المستقبل دون أن تفقد هويتك الحقيقية، تحفزك شوارعها ومشاريعها المبتكرة على التفكير بطموح، وتجعلك تؤمن بأن لا شيء مستحيلاً إذا توافرت الإرادة.. هي رمز للأمل والتطور والتغيير، وقصتها لا تنتهي عند حد معين.

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر
log/pix