التلاحم المجتمعي.. روح تسري في الإمارات

مريم ماجد بن ثنية

التلاحم المجتمعي كلمة تملأ الأسماع، تنطلق من الحناجر، لكنها تترك أثراً عميقاً في القلوب والعقول، والسؤال هنا: ماذا يعني هذا التلاحم لنا نحن كأفراد؟ وكيف ينعكس على حياتنا اليومية؟

عندما تنظر حولك، ترى هذا التلاحم في أبسط تفاصيل حياتك: في علاقة الأب أو الأم بالأبناء، والإخوة بعضهم ببعض، والجيران الذين يتقاسمون الحياة وقصصها بحلوها ومرها.. هو تلك اللحظة التي تفتح فيها الأبواب لنجدة محتاج، أو تُقدّم فيها يد العون لصديق أو زميل، هو كل ما يجعلنا نشعر بأننا جزء من نسيج واحد.

يقول نبينا الكريم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً»، هذه العلاقة ليست مجرد ترف اجتماعي، بل هي ضرورة إنسانية، لأن الفرد لا يمكن أن يعيش بمعزل عن الآخرين، فالأسرة والأصدقاء والجيران هم أساس الدعم النفسي والاجتماعي، والحفاظ على هذه الروابط يتطلب قيماً مثل الألفة والاحترام والرحمة والوفاء والمروءة.

أتذكر دائماً كلمات صديقة لي بعد أن أنهينا دراستنا الجامعية وبدأنا حياتنا العملية، قالت لي: «فلنبقَ على تواصل دائم، لأننا بعد أن يكبر أولادنا وننتهي من مسؤولياتنا، سنحتاج إلى بعضنا بعضاً أكثر من أي وقت مضى». هذه الكلمات لم تكن مجرد نصيحة، بل قاعدة أعيش بها.

في الإمارات وعبر عقود من الزمن نرى هذا التلاحم يتجسد في سياسات القيادة ومبادرات، مثل «التلاحم الوطني والمجتمعي» التي أطلقتها حكومة الإمارات لتعزيز الترابط الأسري، و«التلاحم المجتمعي» تحت شعار «مجتمع واحد» التي أطلقتها دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، بهدف تعزيز التعاون بين فئات المجتمع، هذه المبادرات تؤكد أن التلاحم توجّه وطني يتجسد في مشروعات على أرض الواقع.

وما يعكس نجاح هذه السياسات أن الإمارات حققت نسبة 93% في مؤشر التلاحم المجتمعي وفق تقارير رسمية، ما يدل على قوة العلاقات الاجتماعية، وعمق التكافل بين أفراد المجتمع، وهذا المؤشر يعكس بيئة إيجابية توفر الدعم لكل من يعيش على أرض الإمارات.

أتذكر جارتي الهندية عندما قالت لي بعد انتقالها إلى الحي: «كم أفتقد هذا النوع من الجيرة الذي يعطيني شعوراً بالأمان».. كلماتها شهادة على أن التلاحم في الإمارات قيمة أصيلة يشعر بها كل من يعيش على أرضها.

M_BinTheneya@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر