هناك فرصة مونديالية أخرى

بغضّ النظر عن المحصلة النهائية والخروج المبكر لمنتخبنا من «خليجي زين 26»، وما تبعه من ردات فعل غاضبة ورافضة لذلك الحضور المتواضع الذي خالف التوقعات وصدم أحلام الجماهير، فإن التساؤل الذي أعاد نفسه على طاولة الاستفهام هو: هل الوضع الذي نحن فيه على ما يرام؟ وهل نمضي في الاتجاه الصحيح الذي يراهن عليه المعنيون عن شؤون المنتخب بمختلف مسؤولياتهم وأدوارهم؟ وهل عدسة المراقبين والوسط الكروي ترى من زاوية مختلفة عن أولئك؟ أم إن الأصوات باتت تُغرّد نشازاً وتحدياً لنهج وفكر الجهاز الفني؟

ثمة تساؤلات محيّرة تدور في هذا الفلك الواسع من الجدال والنقاش الذي أعادنا إلى نقطة التضاد، حيث تتجاذب الأطراف في ما بينها، وتتزمت برأيها وفكرها الذي تراه من منظور مختلف مبني على المشاهدات والأرقام الواقعية، استناداً إلى نتائج الأداء والمستويات في تلك المواجهات.

فقد علا صوت الاتهام واللوم على المنابر، ويكاد يكون المتهم واحداً أجمعت الأغلبية على أنه المسؤول عن ذلك التراجع والنتائج غير المرضية للشارع الرياضي، الذي كان يتطلع إلى إنجاز خليجي متوقع، عندما ظن حينها أن معانقته مسألة وقت فقط، قياساً إلى القراءات المبنية على الممكنات والقدرات الحاضرة مع «الأبيض»، مقارنة مع غيره من المنتخبات الخليجية التي افتقرت للأدوات وتنوع الخيارات، لكنها تجرّدت من واقع الظروف، وتشبثت بسلاح الإرادة والروح، ما قادها إلى فرض الذات والوجود، لتحلّق عالياً في سماء البطولة.

نعم لقد طويت صفحة «خليجي 26»، فلا طائل الآن من العتب والأسف، بعدما طارت الفرصة الخليجية من بين أقدامنا وأضعنا الظفر بكأسها التي لو تحققت ستعزز حينها الدافع وستغذّي شريان العزيمة والإرادة لدى لاعبينا في مشوارهم نحو المونديال العالمي، الذي مازلنا في خضم صراعه ومنافساته الشاقة.

وعلى الرغم من أن أصواتاً غرّدت أيضاً باتجاه التقليل من قيمة هذه البطولة، وعدم الاكتراث بنتائجها، باعتبارها محطة إعداد وعبور لغيرها من الاستحقاقات القارية والدولية، فإن هذه الفئة غفلت عن جزئية مهمة هي أن الهزيمة والإخفاق يولدان الإحباط ويهزّان كيان الثقة ويزيدان حجم الضغوط والهواجس التي ستكون نتيجتها حتماً حصاراً من الشك والانهزام في محيط اللاعبين، وهو ما لم نكن نتمنّى حدوثه، ولا نتمنى امتداد أثره لاحقاً، كون أن هناك فرصة مونديالية أخرى قائمة، لكنها تحتاج إلى قراءة وإدارة سليمة ثم إرادة قوية.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

الأكثر مشاركة