نموذج استدامة التعليم
يشكل نموذج استدامة التعليم حالياً مستقبل البشرية، فيربط بين الطلاب، ويعزز وعيهم البيئي والاجتماعي والفكري، ويشجع على التفكير النقدي والإبداعي، حيث يمكن الطلاب تعلم كيفية استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة، وتقليل النفايات. بل إن التعليم المستدام يعزز قيم المساواة والعدالة الاجتماعية، ما يسهم في تقليل الفجوات الاقتصادية والاجتماعية بين الأفراد والمجتمعات، ناهيك عن تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات والقيم اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة.
أصبح التعليم المستدام ضرورة ملحة لتحقيق مستقبل مستدام ومزدهر. لذا نجد للمعلمين دوراً محورياً في هذا الجهد، فهم بمثابة القوة الدافعة نحو تغيير إيجابي ومستدام بالمجتمع عبر تعزيز الوعي البيئي والاجتماعي والاقتصادي بين الطلاب، ودمج مبادئ الاستدامة بالمناهج الدراسية، وتبني أساليب تعليمية تفاعلية تركز على حل المشكلات والتفكير النقدي كتنظيم مشاريع بيئية ومبادرات مجتمعية تشجع الطلاب على التفاعل مع قضايا الاستدامة بشكل مباشر. كما يمكنهم استخدام التكنولوجيا لتعزيز تجربة التعلم، من خلال توفير موارد تعليمية رقمية تشجع الطلاب على استكشاف الموضوعات بطرق مبتكرة. ولتحقيق الاستدامة في التعليم، يتطلب الأمر جهوداً مشتركة بين المؤسسات التعليمية، والمجتمع المحلي والدولي، تتعلق بتطوير مناهج تعليمية تعزز المفاهيم والمعرفة المتعلقة بالاستدامة، وتشجع الطلاب على اتخاذ قرارات مستدامة، وتبني سلوكيات مستدامة بحياتهم اليومية، بل إن هذا الأمر يسهم في تنمية المجتمع، وحماية البيئة، وتحقيق التنمية المستدامة، بل يعد الأثر الأكبر للتعليم المستدام عندما يتعلم الطلاب كيفية استخدام الموارد بشكل فعال وعدم إهدارها، ويتعلمون أهمية إعادة التدوير وتقليل النفايات واستخدام الطاقة المتجددة، فيطورون القدرة على تقييم التأثيرات البيئية والاجتماعية للقرارات والخيارات المتاحة لهم، مع اكتسابهم مهارات البحث والتحليل والابتكار لتطوير حلول جديدة ومستدامة، من أجل مشاركة مجتمعية يكتسبون خلالها المهارات الاجتماعية والقيادية للعمل معاً. فالاستدامة التعليمية هي ضمان استمرارية وجود التعليم على المدى الطويل عبر تبني قيم واتجاهات ومهارات، وذلك من خلال تلبية احتياجات الأجيال الحالية دون التأثير السلبي على قدرة الأجيال المستقبلية، فالأمر لا يقتصر على إتقان الحروف الأبجدية أو اختبارات الكفاءة فحسب، بل يتعلق بتشكيل مخطط مستقبل البشرية، مع تقديم رؤى حول كيف يمكن للتعليم تمكين الأفراد والمجتمعات والأمم من خلق مستقبل أكثر استدامة.
*جامعة الإمارات العربية المتحدة
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه