روح البحرين وفجوة الأبيض

فرح سالم

ما أحدث الفارق في بطولة «خليجي 26» ومنح البحرين اللقب الثاني هو الروح التي شاهدناها لدى لاعبي الأحمر، بعدما تمكنوا من قلب تأخرهم إلى فوز على عُمان في نهائي مثير استحقوا عبره التتويج ونيل اللقب، بعد أداء رائع طيلة أيام المنافسات تمكنوا فيها من الفوز على أفضل المنتخبات بكل جدارة واستحقاق.

ربما منتخب البحرين لم يكن أحد أبرز المرشحين لا من ناحية الأسماء ولا حتى تاريخياً باعتبار أن هناك فرقاً أخرى تملك الأفضلية في ذلك، لكننا شاهدنا منتخباً مثابراً وقوياً للغاية، يملك روحاً عالية ويقاتل لاعبوه في كل ثانية داخل أرضية الملعب، مع استعداد ذهني رائع وعمل جيد من المدرب وكلها عوامل أسهمت في تحقيق اللقب الخليجي بكل جدارة واستحقاق.

هي دروس نأمل الاستفادة منها، لأن منتخبنا الوطني دخل البطولة باعتباره أحد أبرز المرشحين، لكنه تناسى أن عليه أن يقدم أفضل ما لديه داخل أرضية الملعب لاسيما أن ترشيحك من قبل وسائل الإعلام لن يقودك إلى اللقب.

«الأبيض» منتخب محير للغاية منذ سنوات، تارة تجده في القمة وفجأة نضع أنفسنا في موقف لا نحسد عليه، الفريق بات لا يعرف المنطق، ومن غير الممكن أن تبني حساباتك على نتائجه الأخيرة، لأنه ببساطة يمكن أن يحقق نتيجة رائعة أو كارثية في المباراة التالية، الأمر سيان.

لانزال ننتظر رأي اتحاد كرة القدم فيما حدث بـ«خليجي 26» باعتبار أننا ودعنا البطولة كأسوأ منتخب بالتساوي مع قطر، السكوت عمّا حدث غير مرضٍ إطلاقاً، ويُدخل القلق في نفوس جماهير المنتخب، لأننا قبل البطولة شعرنا وكأننا على أعتاب المونديال، وبعد «خليجي 26» نضع أيدينا على قلوبنا وقد عادت الشكوك كالعادة.

أعتقد أن الفترة لاتزال كافية لتقييم عمل المدرب البرتغالي بينتو، إذا كان رأي اتحاد كرة القدم بأنه رجل المرحلة فسيظهر ذلك جلياً في مارس المقبل، لكن ما نريده حالياً مجرد توضيحات من الإدارة الفنية والمنتخبات حول أسباب خروج «الأبيض» كأضعف منتخب من «خليجي 26».

التناسي والمكابرة كلها أمور اعتدنا عليها لدى الاتحادات السابقة، وهي التي تسببت في فجوة الثقة بين الشارع الرياضي والإعلام من جهة واتحاد الكرة من جهة أخرى، خصوصاً أننا لم نشاهد أي ردود من الإدارة أثناء البطولة وبعدها، ولانزال ننتظر.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر