عبقرية راشد
عاشت دبي قبل أيام لحظات استثنائية مبهرة، حيث أضاءت سماءها عروض مذهلة، واستقبلت ملايين الزوار الذين قدموا من أنحاء العالم ليشهدوا احتفالاتها المدهشة بدخول العام الجديد.
لم يكن هذا المشهد مجرد احتفال عابر، بل كان انعكاساً لمسيرة طويلة من التخطيط والعمل الجاد، وقصة نجاح بدأت برؤية عبقرية أوقد شعلتها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، تلك العبقرية التي رسمت ملامح دبي الحديثة، وحولتها من مدينة صغيرة إلى مركز عالمي مزدهر ينبض بالحياة والطموح.
كان المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم قائداً استثنائياً، امتلك رؤية فريدة تجمع بين الطموح والعمل الدؤوب، تميز بشخصية قيادية استطاعت أن تقرأ المستقبل، وتستشرف التحولات الكبرى قبل وقوعها، وأدرك منذ البداية أن بناء الإنسان هو الأساس الحقيقي لأي نهضة مستدامة، فركز على تطوير التعليم والصحة، وحرص على بناء مدارس ومستشفيات تلبي احتياجات المواطنين، كما عمل على تحسين جودة الحياة من خلال مشاريع الإسكان وتطوير البنية التحتية، ما جعل دبي وجهة مميزة للعيش والعمل.
أثناء مواجهة التحديات الاقتصادية، أظهر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم عبقرية استثنائية في إدارة الأزمات، حيث أدرك مبكراً أن الاعتماد على النفط وحده ليس كافياً لضمان استدامة التنمية، فعمل على تنويع الاقتصاد من خلال تطوير التجارة والسياحة والخدمات المالية، ما جعل دبي نموذجاً عالمياً في المرونة الاقتصادية والتخطيط طويل الأمد.
نعيش اليوم امتداداً لإرث الشيخ راشد الذي رسّخ قيم العمل الجماعي والطموح في قلب كل فرد من أفراد المجتمع، وألهمت رؤيته أجيالاً جديدة لتبني الابتكار ومواجهة التحديات.
دبي كما نعرفها الآن ليست إلا صفحة من كتاب الإنجازات الذي بدأ بيديه.
لم يكن المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم مجرد قائد، بل كان مهندساً للنهضة، وأيقونة للعبقرية القيادية، ورؤيته مازالت حية تنير طريق دبي نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
* مؤسس سهيل للحلول الذكية
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه