ملامح التعليم المستقبلي
في ضوء الاتجاهات العالمية الحديثة نحو تدويل التعليم والإدماج العالمي من أجل تعزيز التبادل الثقافي وقيم التسامح وقبول الآخر والعيش المشترك، وفي ظل التطور التكنولوجي السريع، وغزو الذكاء الاصطناعي لكل المجالات المتعددة، يتطرق للكثير من الأذهان خلال الآونة الأخيرة تساؤلات عدة حول ملامح التعليم مستقبلياً، ولِمَ لا والتعليم يعد حجر الأساس والزاوية للقوة الاجتماعية لكثير من الدول التي تضع بناء العقول وبناء مواطنيها على قمة أولوياتها من أجل مواكبة كل التغيرات المتسارعة من حولنا، وفي ضوء الاتجاهات العالمية الجديدة في التعليم وفق أفضل الممارسات.
وفى ضوء هذه الاتجاهات العالمية الحديثة في التعليم، خصوصاً ذات الصلة بالتحول الرقمي باعتباره محوراً رئيساً الآن في بناء الوعي وثقافة المجتمع، نجد أن هناك حاجة ماسة لدراسة ورسم سياسات تعليمية موائمة لتلك التطورات بما يسهم في تحقيق رؤية وغايات الدولة، لذلك نجد أن التعليم وتطويره يقع في أوائل اهتمامات الأجندة الوطنية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة التي لا تدخر جهداً ولا فكراً في تحقيق الاستدامة في التعليم وفق أفضل الممارسات الدولية.
ولِمَ لا والتعليم يعد قضية مصيرية في حياة الشعوب، فالتعليم والثقافة وجهان لعملة واحدة ألا وهي التنوير، فالتعليم هو الذي يقود نهضة الأمم ويبني الاقتصاد، ويحقق التنمية والتقدم من خلال تلبية سوق العمل المحلي والدولي، بما تعكسه الاتجاهات والمتغيرات الحديثة التي فرضت استحداث وظائف متنوعة جديدة مرتبطة بالرقمنة والتطور التكنولوجي كاختصاصيي الذكاء الاصطناعي، ومحللي البيانات، ومديري التسويق الرقمي، ومصممي الروبوت، وتراجع الطلب على مختلف الوظائف التقليدية التي بالفعل بدأت بالاندثار.. كل هذه التغيرات فرضت على العالم الآن ظهور برامج أكاديمية جديدة في مختلف القطاعات تتناسب مع واقع التعليم المستقبلي.
هذا التغير السريع والحتمي يتطلب من كل المؤسسات المختلفة ضرورة المواءمة مع المتغيرات العالمية الحديثة، فنرى على سبيل المثال ضرورة التفكر في أهمية رأس المال التعليمي والاقتصادي، وضرورة النظر إليهما باعتبارهما من عوامل النجاح الرئيسة من خلال بناء وتطوير قدرات الكوادر الأكاديمية واستغلال الموارد والقدرات والبنى التحتية، فالبحث الآن عن المعرفة الكامنة في العقول البشرية وتخزينها والمحافظة عليها يعد أحد المتطلبات الضرورية للاقتصاد القائم على المعرفة، من خلال التركيز على الجوانب المختلفة للاستثمار في رأس المال الفكري، ودوره في تحقيق الانتقال السلس لفكر معرفي متطور قائم على التكنولوجيا والتطور.
*جامعة الإمارات العربية المتحدة
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه