«عام المجتمع» 2025: الأسرة نواة التلاحم والتسامح

مريم ماجد بن ثنية

مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2025 «عام المجتمع»، تنطلق دعوة جديدة لتعزيز القيم الاجتماعية الراسخة التي جعلت من الدولة مثالاً عالمياً في التعايش والتكامل المجتمعي، وفي صميم هذه القيم تبرز الأسرة كركيزة أساسية تُبنى عليها مفاهيم المودة، والرحمة، والاحترام المتبادل، حتى في أصعب اللحظات.

في وطن يضم أكثر من 200 جنسية تتآلف وتتفاعل بتناغم، تمثل الأسرة انعكاساً مصغراً لهذا التنوع المثري. الاختلافات الثقافية واللغوية ليست تحدياً، بل هي رافد يعزز من قوة النسيج الاجتماعي، إذ تغرس الأسرة في الأبناء منذ الصغر مبادئ الاحترام العميق، وتعوّدهم على بناء علاقات قائمة على التقدير والرحمة، حتى في وجه التحديات.

هذا النهج لا يقتصر على حدود الوطن، بل يشكل مصدر إلهام عالمياً، ففي وقت يعاني فيه العديد من المجتمعات تصدعات أسرية وتراجعاً في قيم التضامن، تقدم الدولة نموذجاً مضيئاً يؤكد أن التعايش ليس فقط ممكناً، بل ضرورة تُثري المجتمعات حينما تُبنى على أسس إنسانية متينة.

يتجلى التسامح في صميم العلاقات الأسرية، ويُترجم إلى ممارسات يومية تؤثر في مختلف المستويات، بدءاً من أساليب التربية، ووصولاً إلى السياسات الوطنية، فهو نهج يعزز الاستقرار الداخلي، ويرسّخ أسساً متينة لمجتمعات تُدرك أن قوتها تكمن في قدرتها على تحقيق التوازن بين التنوع والوحدة، حيث يصبح التعايش ثقافة راسخة تتجسد في تفاصيل الحياة اليومية.

ولطالما أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، على الدور المحوري للأسرة في بناء مجتمع متماسك ومستدام، وقد أشارت في العديد من المناسبات إلى أن «الأسرة هي المدرسة الأولى التي تنشئ أجيالاً قادرة على الإسهام في نهضة الوطن، وتغرس فيهم قيم المحبة والتسامح»، وتحرص سموها على إطلاق المبادرات التي تعزز استقرار الأسرة وتدعم تماسكها، بما ينعكس على المجتمع بأسره.

مع انطلاق «عام المجتمع 2025»، تتجدد المسؤولية على كل فرد لتعزيز قيم التلاحم الأسري والمجتمعي، لتكون المودة والتسامح أساسا التفاعل اليومي، فبناء مجتمع مزدهر يبدأ من أسرة مترابطة قادرة على تجاوز التحديات بالتفاهم، ما يجعل الوطن نموذجاً عالمياً في العيش المشترك، ومنارة تُلهم العالم في رحلته نحو مستقبل أكثر إنسانية ووحدة.

عضو المجلس الوطني الاتحادي

 M_BinTheneya@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر
log/pix
مركز الأخبار