عشوائية وأسماء كارثية
ربما بات من الصعب على متابع دورينا التعرّف إلى أسماء اللاعبين المحترفين في مختلف الأندية، وذلك بسبب التغييرات العديدة التي تجريها الفرق من حين لآخر، إضافة إلى كثرة اللاعبين المقيمين، وليس من السهل أن تكون على دراية بجميع العناصر الموجودة حالياً، ليس كما كان الأمر في السابق.
لا خلاف على أن هناك صفقات جيدة ومكسباً حقيقياً لكرة القدم الإماراتية، لكن هناك العديد من التعاقدات التي تجعلنا مبهورين من الطريقة التي تمكّن بها الوكيل أو «السمسار» من إقناع الإداريين بالتعاقد معهم، لأن هناك أسماء عديدة جداً بعيدة كل البعد عن خلق الإضافة، والدليل ما نراه من ازدحام في مقاعد البدلاء في الأندية.
المعروف أن اللاعب المحترف يسهم في خلق الإضافة داخل أرضية الملعب، ويتحول إلى قدوة بالنسبة للاعبين الشبان، ويعكس خبراته لهم وينصحهم ويسهم في تطويرهم، وكذلك هناك جانب مهم جداً وهو أنه يلعب دوراً مهماً في التسويق لمسابقاتنا المحلية، ويسهم في الجانب الجماهيري والتسويقي، مثلما كان الأمر قبل ثماني سنوات تقريباً، عندما كانت لدينا أسماء رنانة أسهمت بشكل كبير في تطور اللعبة.
المشاهد للدوري لا يمكنه أيضاً التعرّف إلى طريقة اللعب، ما عدا بعض الأندية مثل الشارقة وشباب الأهلي اللذين يتمتعان بالجودة والاستقرار الفني حالياً، لكن حدّث ولا حرج عن أغلبية الفرق الأخرى، وكل يوم نسمع عن مدرب جديد ومدرسة تدريبية جديدة.
العشوائية الحالية ستنعكس بشكل أو بآخر على منتخباتنا الوطنية، وإذا لم نجد آلية تسهم في تنظيم العمل الحالي، فسيكون الأمر صعباً، وسيعيدنا إلى دوامة النتائج السابقة والتذبذب في المستويات، وسنعود إلى الحلقة المفرغة التي كنا ندور فيها ومازلنا.
كنت أتمنّى أن يتولى اتحاد كرة القدم - عبر أكاديميته - مسألة تطوير لاعبي المنتخبات السنية، والاستفادة من المقيمين والعمل على فلسفة مبنية على المدارس الكروية المتطورة، مع توفير التجارب الخارجية لهم والمعايشة، وفتح باب الاحتراف حتى ينعكس الأمر على منتخباتنا، لأن الهدف من كل هذا العمل هو منتخبنا الوطني الأول، وليس تحقيق مصالح الأندية فقط، ويجب على الجميع أن يعمل من أجل «الأبيض».. ولكن؟
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه