قصة من دبي
قصة مفعمة بالعمل والأمل، وصعبة التصديق، إلا إذا انطلقت من الإمارات، أرض الفرص، وبالتحديد دبي.. من موظف بسيط في مركز خدمة عملاء براتب 4000 درهم، عندما بدأ قبل خمس سنوات، ثم تحول إلى مستثمر يمتلك شركات عدة خاصة بأصول تصل إلى ستة ملايين درهم.
يقول: «جئت قبل خمس سنوات إلى دبي متأملاً أن أصبح يوماً ما صاحب عمل حر، وكبداية جربت الكثير من الوظائف برواتب مختلفة، بدأت بـ4000 درهم، وتنقلت بين 5000 درهم و7000 درهم، و10 آلاف درهم. ومع الوقت أصبحت نفقاتي أكبر من الدخل فلجأت إلى الاقتراض وأخذ بطاقات ائتمان وقروض شخصية حتى تعثرت وأثر ذلك سلباً في تقييمي الائتماني، إلى أن جاء يوم وأصبحت مطالباً بسداد شيك إيجار، ولم أستطع الوفاء به».
ويضيف: «هنا توقفت مع نفسي وحكيت قصتي لأحد أصدقائي المخلصين وهو مواطن يعمل بأحد البنوك ولديه خبرة في الأمور المالية، ولحسن الحظ تحمس للأفكار التي عرضتها عليه».
ويتابع: «كانت نصيحته الأولى ضرورة سداد المتأخرات، والتخلص من الديون، وقام بإحضار مستثمرين من أهل الثقة كشركاء في فكرة المشروع التي طرحتها كبداية، وهي شركة لإدارة المشروعات، سرعان ما لاقت الفكرة نجاحاً كبيراً في السوق، فأسسنا شركة تلو الأخرى، وخلال فترة عام ونصف العام، تمكنت من سداد الإسهامات كافة التي قدمها المستثمرون، مع أرباحها المتفق عليها، وأصبحت الشركات كلها ملكاً لي».
ويقول: «أصبح لديَّ الآن مركز طبي به أكثر من تسعة تخصصات، ومختبر طبي تحت الإنشاء، بجانب صيدلية، وشركة خدمات طبية، وشركة إدارة المشروعات التي بدأنا بها، وشركة تسويق وشركة عقارات في جورجيا».
ويضيف: «أهم سر لنجاح الأعمال هو الثقة والالتزام والأمانة، وأهم نصيحة للشباب في بداية حياتهم العملية هي البعد عن الاقتراض، وترتيب الأمور المالية، وتحديد الأولويات، والاستغناء عن الكماليات. وأهم ما يميّز مناخ الاستثمار في دبي أن الجهات القضائية داعمة، بمعنى أنها تمنح المستثمرين فرصاً للسداد، إن تعثروا، وتساعدهم على تجاوز الأزمات، ما يخلق مرونة كبيرة في استمرارية الأعمال».
وختم بقوله: «عملت في وظائف كثيرة، منها موظف مركز خدمة عملاء، ومحاسب في شركة أدوية، ومدير تدقيق، ومدير حسابات في شركة مقاولات حتى تحقق حلمي بأكبر مما حلمت به فعلياً، وهذا بفضل (بر الوالدين) والعمل الجاد».
انتهت القصة وحتماً لن تنتهي القصص والفرص على أرض دبي.
amalalmenshawi@
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه