التأديب الإيجابي بديلاً عن العصبية المفرطة

الدكتور أشرف مصطفى

يعد الصراخ والعصبية المفرطة على الطفل وتوبيخه بشكل مستمر أمراً يزرع في نفسيته القلق والتوتر والخوف المستمر الذي يجعله متردداً في القيام بأي تصرف خشية ارتكاب الأخطاء، وبالتالي سيكون من الصعب عليه النجاح في حياته، حيث إن الصراخ على الطفل يعد من العادات غير المحمودة التي يقع فيها بعض الوالدين بحكم العديد من الضغوط وحرصهم على أطفالهم، ولكن مثل هذه الأمور قد تهدد صحة الطفل الجسدية والنفسية على حد سواء.

فالعديد من الأطفال الذين يتعرضون باستمرار للصراخ يجدون صعوبة في تكوين مفهوم ذات إيجابي حول ذواتهم، لأن الثقة بالنفس تعتمد أساساً على شعورهم بأن الأشخاص المحيطين بهم يعاملونهم بمنتهى التقدير والاحترام والحب، لكن لو عاش الطفل فترة طويلة في بيئة متشنجة، سيؤثر ذلك بشكل واضح على نموه العقلي، ويدمر الإبداع والخيال عنده، وهذا ما يشير إليه العديد من الدراسات. 

ومن المؤكد أن تعامل الآباء مع أطفالهم يختلف باختلاف الثقافات التي ينتمون إليها، والصراخ على الأطفال قد يكون منتشراً أو مقبولاً في مجتمعات أو ثقافات أكثر من غيرها، لكن ذلك لا يجعل من الصراخ على الأطفال أمراً صحيحاً أو صحياً. لذلك، وبغض النظر عن الخلفية الثقافية والمجتمعية للأسر، يجب أن ينتبه الوالدان إلى العواقب قصيرة الأمد وطويلة الأمد التي قد تؤثر في الأطفال، نتيجة الصراخ عليهم.

لذا دائماً ما نوصي أولياء الأمور بضرورة تحفيز أطفالهم على اتباع القواعد باستخدام التعزيز الإيجابي. وإذا كانت هناك عواقب سلبية لخرق القواعد، فتأكد من تقديم عواقب إيجابية لاتباعها. دائماً امدح طفلك لاتباعه القواعد. قل له مثلاً: «شكراً لك على أدائك لواجباتك والتزامك بدروسك. أنا أقدر ذلك». وامنح طفلك الكثير من الاهتمام للحد من سلوكيات البحث عن الانتباه.

إن ضبط النفس ليس بالأمر الهين، سواءً أكنت تتعامل مع طفل صغير أو مع مراهق غاضب. ولا يتمنى أي والد أو والدة أن يجد نفسه في مواقف كهذه، ومع ذلك فإن زبدة القول هي أن الصراخ والعنف الجسدي غير صحيحين، والأجدى والأفضل أن نلتزم بالتعزيز والتشجيع والدعم النفسي، لأن هذا المنهج يساعد الأسر على بناء علاقات إيجابية مع أطفالهم، وتعليمهم مهارات من قبيل المسؤولية، والتعاون، والانضباط الذاتي.

*جامعة الإمارات العربية المتحدة

 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر
log/pix