نحو تعليم مبتكر

د. يوسف الشريف

في عصر الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، يصبح من الضروري إعادة التفكير في طرق التدريس التقليدية لتكون أكثر ملاءمة لمتطلبات المستقبل. يُعتبر ChatGPT من أهم أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تلعب دوراً محورياً في تطوير العملية التعليمية، ليس كأداة مساعدة فحسب، بل كمعلم رقمي فعّال قادر على تقديم الدعم التعليمي بشكل غير مسبوق. إن قدرته على توليد نصوص تفاعلية، والرد الفوري على استفسارات الطلاب، وشرح المفاهيم بطرق متنوعة تتناسب مع مستويات الفهم المختلفة، تجعله شريكاً مثالياً للمعلمين في الفصول الدراسية. يمكن لهذه التقنية أن تسد فجوات التعليم التقليدي من خلال تقديم شرح مخصص لكل طالب حسب احتياجاته، ما يعزز الفهم العميق، ويعالج مشكلة الفروق الفردية بين الطلاب.

يمكن لـChatGPT أن يصبح المعلم الأول لكل طالب، يتفاعل معه بشكل يومي، ويوجه أسئلته الخاصة، ويحصل على إجابات فورية، ما يعزز التعلم الذاتي، ويزيد من كفاءة العملية التعليمية. كما يمكنه تقييم إجابات الطلاب بشكل فوري، وتقديم ملاحظات بنّاءة تساعدهم على تحسين أدائهم. بفضل إمكاناته التحليلية، يمكن لـChatGPT أيضاً تحفيز التفكير الإبداعي، وحل المشكلات من خلال طرح أسئلة تشجع على التفكير النقدي والتحليلي.

رغم المزايا العديدة، واجه استخدام ChatGPT معارضة من بعض المعلمين الذين يرون فيه تهديداً لدورهم التقليدي، إلا أن رؤية محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، التي تتنبأ بأن ChatGPT قد يكون «بروفيسور كل طالب» بحلول عام 2050، تعكس أهمية التحول الرقمي في التعليم. لم يعد دور المعلم محصوراً في نقل المعلومات، بل أصبح مرشداً وموجهاً لتنمية قدرات التفكير المستقل.

إن دمج ChatGPT بكثافة في التعليم لا يعني إلغاء دور المعلم، بل يعني تطويره ليصبح قائداً رقمياً يساعد الطلاب على استغلال إمكانات الذكاء الاصطناعي لتحقيق أقصى استفادة من العملية التعليمية. بات من الضروري أن نعيد تشكيل المناهج التعليمية لتتماشى مع هذا التحول الرقمي، لضمان تخريج أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل بمهارات رقمية فائقة.

*محامٍ وكاتب إعلامي

X.com/dryalsharif

www.ysalc.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر
log/pix