مسألة طموح
ربما يكون الموسم الحالي أقل جاذبية من الفترات السابقة بالنسبة لمعظم متابعي كرة القدم الإماراتية، لأسباب مختلفة، من ضمنها: ضعف المنافسة، واهتزاز المستويات، والفارق الشاسع بين مقدمة الترتيب والفرق الأخرى.
في الوقت ذاته، لم تكن معظم النتائج الخارجية على قدر الآمال بعدما حقق العين دوري أبطال آسيا في النسخة الماضية، إذ تعرّض الفريق إلى هزائم ثقيلة في البطولة العام الحالي، وعلى الرغم من أن الوصل تأهل إلى ثمن النهائي، فإن هناك فارقاً شاسعاً وواضحاً بين ممثلنا الذي نتمنى له كل التوفيق والأندية الأخرى، لاسيما السعودية.
إضافة إلى الوصل يوجد كلٌ من شباب الأهلي والشارقة في ربع نهائي دوري أبطال آسيا2، لكن للأسف سنفقد أحدهما في البطولة لأن الفريقين سيواجه بعضهما بعضاً.
ما أريد الوصول إليه، هو أن التغييرات التي حدثت لكرة القدم الإماراتية من كثرة اللاعبين الأجانب والمقيمين والمواليد إذا لم تنعكس على مشاركاتنا الخارجية، فهي (كأنك يا أبوزيد ما غزيت)، لأنه إذا ظنت الأندية أن الهدف من الإضافات هو المنافسة المحلية، فهذه مصيبة أخرى.
يجب أن نلمس ذلك أولاً على منتخباتنا الوطنية، كوننا نملك الآن خيارات عديدة بالنسبة للأسماء الجديدة وكل فترة تكون هناك عناصر عدة، ولابد من الاستفادة من ذلك، وحتى إذا لم نتمكن من التأهل إلى كأس العالم 2026 عبر البطاقتين المباشرتين، يجب أن نقاتل على الفرصة الأخرى.
نأمل أن ينعكس ذلك على منتخبات المراحل السنية أيضاً، لأنه من المؤسف حقاً أن تغيب منتخباتنا عن المسابقات الآسيوية بعدما كنا نُتوّج بها سابقاً، وآخرها بطولة كأس آسيا تحت 20 عاماً الجارية حالياً بمشاركة 16 فريقاً من دون «الأبيض».
لكن كل التغييرات التي نأملها لن تحدث حتى تغيّر الأندية من فلسفتها، وأن تبني اللاعبين ومستقبلها من أجل منتخباتنا أولاً، وبغية المنافسة خارجياً، لأنني مازلت أعتقد أن أحد أسباب أزمة كرة القدم الإماراتية هو ضعف الأكاديميات وليس قلة المواهب، لأن العمل في الأندية ضعيف للغاية، وحتى عندما تمكنا من تكوين منتخبات جيدة كان الأمر بإدارة اتحاد كرة القدم وبعمل مكثّف أكبر مما حدث في الأندية، لأن الأزمة تكمن في كيفية بناء اللاعبين، خصوصاً أن عملية التطوير تركز على تحقيق الألقاب المحلية أكثر من صناعة بطل قاري أو لاعب يسعى للوصول إلى المونديال.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه