المبدعات
في عام 2005، كنت أتابع يومياً أخبار سوق المال وأكتب تقريراً يومياً عنها، وكان الأمر يتطلب وجودي يومياً في سوق أبوظبي للأوراق المالية، إذ لم تكن التداولات الإلكترونية تلقى قبولاً واسعاً، كما الحال الآن بين أوساط المستثمرين، فالجميع كان يريد مشاهدة الشاشة الحية لحركة الأسهم وحجم البيع والشراء.
اعتدت الجلوس في قاعة النساء، التي كانت وقتها تجمع مواطنات وغير مواطنات، في وقت لم يكن وجود المرأة في مثل هذا النوع من الاستثمار مألوفاً بهذه القوة في المنطقة العربية.
رأيت نساء من كل الأعمار، بخلفيات تعليم متدرجة ومتنوعة، حتى إن إحداهن كانت تحضر معها حفيدها ليساعدها على متابعة حركة الأسهم.
كانت الحوارات اليومية تعكس طفرة في مشاركة المرأة، وتسارعاً في وتيرة التمكين التي بدأت مع تأسيس دولة الإمارات، حين أدرك المؤسسون بفهم يسبق العصر، وقتها، أن المرأة نصف المجتمع، وعماد البيت ومصباحه المضيء، والسند في كل الأوقات.
مر عقدان من الزمان تقريباً، شهدت الإمارات خلالهما تطوراً ملحوظاً في تعزيز دور المرأة في الاقتصاد الوطني، وأصبحت تشكل 34.6% من القوى العاملة بالدولة، بنهاية العام الماضي. وارتفع عدد سيدات الأعمال الإماراتيات إلى 25 ألف سيدة، يدرن استثمارات تتجاوز قيمتها 60 مليار درهم، ويمثلن حصة 21% من إجمالي سيدات الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي، وهي النسبة الأعلى على مستوى دول المجلس، بأكثر من 22 ألف مشروع اقتصادي وتجاري في مختلف القطاعات.
أما في أسواق المال فيتجاوز عددهن 500 ألف مستثمرة، بحجم استثمارات يقترب من 40 مليار درهم، كما ارتفعت نسبة تمثيل المرأة في مجالس إدارة الشركات المدرجة إلى 11.2%، بعدد 137 مقعداً من أصل 1224 مقعداً في مجالس الشركات المدرجة في كل من سوق أبوظبي للأوراق المالية، وسوق دبي المالي، بحسب آخر البيانات.
كل النساء اللواتي يعشن ويعملن في الإمارات محظوظات بدعم وتمكين واحترام وتقدير لدورهن، محظوظات ببيئة تشريعات وقوانين تخرج أجمل ما فيهن، وترفع من شأنهن، وتمنحهن مساحات وفرصاً غير محدودة من الثقة والمساندة ليصبحن مبدعات.
الثامن من مارس، اليوم العالمي للمرأة، كل عام وكل امرأة على أرض الإمارات والعالم بألف خير.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه