خريطة استرشادية للمناطق الاستثمارية في دبي

السياسات المنتهجة في الأسواق العقارية العالمية تعكس الفلسفة الاقتصادية لكل سوق.. وفلسفة سوق عقارات دبي تعتمد على الطلب العالمي لدفع عجلة النمو الاقتصادي، ما يجعلها أكثر انفتاحاً وتنافسية على المستوى الدولي، خصوصاً مع استمرارها في تقديم مزايا مثل الإقامة العقارية والإعفاءات الضريبية، وبيئة استثمارية مستقرة وقوانين واضحة تحمي حقوق المستثمرين، وبنية تحتية متطورة.

لقد اتبعت دبي سياسة الانفتاح على الطلب العالمي بمبادرات عدة، وقوانين تنظيمية للقطاع، كما انتهج المطورون أساليب مختلفة لتعزيز هذه السياسة، وبقدر المستطاع يحاول هؤلاء المطورون والجهات القائمة على القطاع خلق نوع من التوازن في السوق لخدمة الطلب، ولاحتواء جميع الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمتعاملين.

في دبي هناك مناطق استثمارية خاصة بالعقارات الفاخرة التي يقع معظمها على الواجهات المائية، كما أن هناك مناطق أخرى خاصة بالعقارات المتوسطة، لكن ما تمت ملاحظته في آخر سنتين أو ثلاث سنوات، هو زيادة التركيز على عقارات المناطق الفاخرة، في ظل تغييب مناطق المشاريع المتوسطة عن الخريطة، إلا نادراً، ما يجعلك تتصور أن سوق دبي محصورة على فئة واحدة فقط من المتعاملين، بسبب عدم إبراز تام لمناطق دبي الاستثمارية، ما يقيد من صلاحية نظرية الانفتاح التي ينتهجها القطاع. ولهذا، أعتقد أن الأمر يحتاج إلى توضيح أكثر للمستثمرين الجدد، حتى يعرفوا مسار توجههم.

وكمقترح خاص مني: لماذا لا يتم وضع تصنيف للمناطق الاستثمارية، يُعتمد كدليل أو كخريطة استرشادية، يتم من خلالها توضيح قائمة المناطق المخصصة للمشاريع المتوسطة والمناطق الخاصة بالمشاريع الفاخرة، لتسهيل عملية البحث على المتعاملين والمستثمرين، ولزيادة فرص الاستثمار بالسوق.

لا أعتقد أن الأمر سيكون صعباً، خصوصاً أننا نتعامل مع التكنولوجيا المتقدمة التي تتعامل مع كمّ هائل من البيانات، قد يحتاج الأمر إلى وقت لدراسته، لكن الفكرة قابلة للتطبيق، لاسيما أن السوق الآن تتوجه إلى تحقيق مستهدفات استراتيجية القطاع العقاري 2033، وحسب وجهة نظري الخاصة، فإن هذا التصنيف، سيكون له دفع قوي لدعم هذه الاستراتيجية.. الفكرة تستحق النظر فيها ودراستها، لتعزيز استدامة الطلب العقاري، وللحفاظ على جميع فئات متعاملي القطاع، وتسهيل وصولهم إلى احتياجاتهم العقارية، ودعم سياسة انفتاح سوق عقارات دبي على الطلب العالمي.

@ismailalhammadi

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه