زايد.. خطاب العطاء والإنسانية
مع أول خطاب ألقاه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في المجلس الوطني الاتحادي، وضع ملامح نهج الإمارات القائم على العطاء والمسؤولية الإنسانية. لم تكن كلماته مجرد توجيهات سياسية، بل كانت إعلاناً لرؤية متكاملة، تؤكد أن بناء الأوطان لا يقتصر على تنمية الاقتصاد والبنية التحتية، بل يشمل أيضاً ترسيخ قيم الخير والتكافل، وجعل الإنسان محور التنمية والتقدم.
قال الشيخ زايد في خطابه: «الثروة الحقيقية هي العمل الصالح الذي نقدمه للإنسانية». هذه العبارة أضحت شعاراً راسخاً، بل قاعدة أساسية تبنّتها الإمارات في مسيرتها، حيث تجاوزت جهودها حدود الوطن، ممتدة إلى مختلف بقاع العالم عبر مبادرات ومشاريع تنموية، تهدف إلى تمكين المجتمعات وتحسين حياة الأفراد، بغض النظر عن العرق أو الدين.
وجاء في خطاب الشيخ زايد أيضاً «نحن مسؤولون عن مساعدة كل محتاج، لأن هذا واجبنا تجاه الإنسانية». ومنذ ذلك اليوم وثقافة العطاء في المجتمع الإماراتي قاعدة أساسية، كما أصبحت المساعدات الإنسانية نهجاً ثابتاً، تدعمه مؤسسات حكومية وجهات خيرية تسعى إلى تحقيق أثر مستدام، يعزز الاستقرار، ويخفّف معاناة المحتاجين حول العالم.
في يوم زايد للعمل الإنساني، نسترجع كلماته الأولى التي رسمت ملامح المستقبل، ونرى كيف تحوّلت رؤيته إلى واقع ملموس، لم يكن ذلك الخطاب مجرد بداية سياسية، بل كان التزاماً مستمراً بمسيرة العطاء، ودعوة للأجيال القادمة للحفاظ على إرث زايد في نشر الخير والتسامح.
الإمارات تجسّد هذه المبادئ، لتثبت أن قيم العطاء والتكافل ستظل دائماً جزءاً من هويتها، كما أرادها زايد الخير.
عضو المجلس الوطني الاتحادي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه