دبي نموذج في مجال الوقف العقاري

إسماعيل الحمادي

استراتيجية الوقف والدعم في دبي نهج مستمر، يتم تبنيه على مدى السنوات بأشكال مختلفة، ومسؤولية صناع العقارات بدبي لا تتوقف على بناء مشروع عقاري وطرحه للعملاء فقط، فالمسؤولية المجتمعية ودعم الإنسانية هما اليوم جزء مهم في صناعة العقارات في دبي.

في عام 2023 تم إطلاق أول وقف للمطورين العقاريين، بالتعاون بين مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصّر في دبي، ودائرة الأراضي والأملاك، وتضمنت المبادرة تخصيص وحدة عقارية من ضمن المشاريع العقارية التي يطلقها المطورون العقاريون كوقف خيري مستدام، ليصرف ريعه لدعم مختلف الأنشطة الخيرية، بما فيها التعليم، ومساندة الفئات غير القادرة على متابعة الدراسة، وعلاج المرضى المتعثرين، ودعم المحتاجين والأيتام وأصحاب الهمم، والإسهام في تلبية احتياجات المجتمع. وقد لاقت هذه المبادرة إقبالاً كبيراً من المطورين في الإمارة، وأسهم معظمهم فيها بتخصيص وحدات لخدمة هذا الوقف.

من جديد، وبهدف دعم العمل الإنساني المستدام وخدمة المجتمع، وتأكيداً على دور المساجد في بناء ماضي وحاضر ومستقبل دبي، تدخل مبادرة وقفية جديدة بالقطاع العقاري، من خلال توقيع اتفاقية استراتيجية بين دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، ودائرة الأراضي والأملاك بدبي، وهي مبادرة لرعاية المساجد في مناطق التطوير العقاري التي تهدف إلى تعزيز الاستدامة في بناء وتشغيل المساجد في مناطق التطوير العقاري في دبي، بالتعاون مع مجموعة من المطورين العقاريين.

هذه المبادرة جاءت لتعزيز مكانة المساجد في المجتمع الإماراتي، ودورها في ترسيخ القيم والهوية العربية والإسلامية لأفراد المجتمع، وقد بلغ إجمالي الإسهامات في مبادرة رعاية المساجد أكثر من 560 مليون درهم، موزعة على مشاريع تدعم بناء ورعاية المساجد في مختلف مناطق التطوير العقاري، بما يخدم أكثر من 50 ألف مسجد ومصلّى.

تعتبر مبادرات الوقف في القطاع العقاري بدبي نموذجاً رائداً للمسؤولية الاجتماعية، حيث تعكس التزام الشركات العقارية بمفهوم التنمية المستدامة والتكافل الاجتماعي في الوقت نفسه.

من خلال تخصيص وحدات سكنية أو استثمارية كوقف خيري، أو صيانة أو بناء مساجد، يتم تعزيز ثقافة العطاء في القطاع العقاري، إلى جانب تعزيز الثقة والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص، وهذا ما يخلق بيئة أكثر تلاحماً واستدامة، تسهم في ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للتنمية المستدامة والعمل الخيري المبتكر.

الجميل في هذه المبادرات أن فوائدها لا تقتصر على الجوانب الخيرية فحسب، بل تمتد لتشمل تعزيز دور المطورين العقاريين كمسهمين رئيسين في التنمية المجتمعية ودعم استقرار مجتمع دبي.

شكراً لكل القائمين والمسهمين في هذه المبادرات لتصبح دبي نموذجاً يُحتذى في الوقف العقاري.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر
log/pix