إقالة مستحقة

فرح سالم

جاء قرار اتحاد الكرة في وقته بإقالة الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني، بقيادة البرتغالي باولو بينتو، الذي استنزف كل الفرص التي منحت له، ولم يفلح في تقديم أي شيء يذكر، غير أنه أسهم في تقليص فرصة خطف البطاقة الثانية المباشرة المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

أعتقد أن بينتو أكثر مدرب تم الصبر عليه في السنوات الأخيرة مع منتخبنا الوطني، إلا أنه فشل في إثبات نفسه، وظهر بشكل عاجز في كثير من المناسبات، وعلى الرغم من امتلاكه أسماء جيدة للغاية، إلا أنه لم يتمكن من إظهار قدرات اللاعبين والاستفادة من الانتدابات والإضافات الجديدة، وواصل تخبطاته التكتيكية، وظهوره المتواضع مع الأبيض.

لولا مهارة اللاعبين وحرارة القلب لدى بعضهم، لكنا قد تعثرنا أمام كوريا الشمالية في مباراة كان يجب أن تكون مضمونة للفارق الشاسع في المستويات، لكن بينتو أصر على تغيير مراكز اللاعبين واللعب بنسق سيئ للغاية أمام منافس سلمك المباراة منذ بدايتها، وبدلاً من زيادة الغلة شاهدنا تراجعاً غريباً.

انتهت مرحلة بينتو الآن، والمنتخب في قائمته أكثر من 15 لاعباً على مستوى مميز، لكن هذه الأسماء بحاجة إلى مدرب يعرف كيف يخلق توليفة تمكنهم من تقديم أفضل ما لديهم، إضافة إلى مدرب يملك رؤية فنية واضحة، وباعاً وأسلوب لعب واضحين، لأن الأبيض كان عبارة عن حقل تجارب مع البرتغالي.

لكن في الوقت ذاته، الحق يجب أن يقال، أحد أكثر الأشياء التي عاناها المنتخب في التصفيات هي مسألة التجانس، لأن الانسجام كان مفقوداً في كثير من المباريات، بسبب أن معظم اللاعبين لم يلعبوا مع بعضهم بعضاً، لأننا في كل تجمع نشاهد أسماء جديدة تدخل القائمة أو التشكيلة الأساسية دون خوض أي لقاء ودي، وهو ما أثر في مسألة الانسجام بطبيعة الحال، لذلك فإن الأبيض بحاجة إلى المزيد من الوقت والتجمعات حتى يصل إلى التجانس والتفاهم المطلوبين بين اللاعبين، وهذه مسؤولية اتحاد كرة القدم، ناهيك عن مسألة أنه سيكون هناك مدرب جديد قبل آخر مباراتين في الصيف.

المنطق يقول إننا أقرب إلى الملحق باعتبار أن أوزبكستان أفضل منا بكثير وحظوظه أعلى، لكن الفرصة أمامنا في الملحق متى ما وجدنا مدرباً قادراً على الاستفادة من الأسماء الموجودة.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر
log/pix