الأبيض بلا وقت

صحيح أن المدرب البرتغالي باولو بينتو، لم يتمكن من إقناع الشارع الرياضي الإماراتي، رغم أنه تولى قيادة المنتخب نحو عامين، وحقق 14 انتصاراً في 26 لقاء، مقابل 5 تعادلات، و7 هزائم.

ربما يكون بينتو أحد أنجح المدربين الذين قادوا الأبيض في السنوات الأخيرة، لكنه مؤخراً عانى تخبطات غريبة بعض الشيء، سواء على مستوى أسلوب اللعب والتغييرات في التشكيلة، وصولاً إلى تدخلاته التي تكون سيئة للغاية أحياناً، إضافة إلى أن المنتخب لم يكن على نسق واحد إطلاقاً معه في الفترة الأخيرة، فيكون في القمة أحياناً، وفي أوقات أخرى في أسوأ شكل ممكن.

لكن ما عاناه بينتو كان واضحاً للجميع، وهو كثرة الأسماء التي دخلت إلى منتخبنا الوطني، ولم يتمكن الجهاز الفني من خلق الاستقرار المطلوب، بسبب ضيق الفترة الزمنية التي كان يتم فيها تجهيز الأبيض للتصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، وكذلك خلال مشاركته في النسخة الماضية من خليجي.

لطالما حذرنا من أهمية الاستقرار على أي منتخب أو فريق كان، لأنه من غير الممكن أن يتم إدخال مجموعة من الأسماء، بغض النظر عن قيمتها الفنية في كل توقف دولي، وإذا نظرنا إلى قائمة منتخبنا في التصفيات المؤهلة إلى المونديال ستجدها الأكثر تغييراً مقارنة بمنتخبات العالم أجمع، وليس قارة آسيا فقط، وهو ما أدى إلى تذبذب المستويات، وعدم الوصول إلى النسق المطلوب.

هذا الخطأ يتحمله اتحاد الكرة، لأن أي شخص كان يعلم أن منتخبنا سيتم تعزيز صفوفه بأسماء عدة، لذلك فهو بحاجة إلى المزيد من الوقت، وليس الاكتفاء بفترة التوقف الدولي فقط، حتى وإن افترضنا أن بينتو طلب الاكتفاء بفترات التوقف فقط، كان على الاتحاد الوصول إلى حل مع رابطة المحترفين بشأن توفير المزيد من الوقت لمنتخبنا الوطني لأنه هو الأهم.

المشكلة في الوقت الحالي ليست إيجاد بديل بينتو، لأنه حتى وإن تم التعاقد مع مدرب يعمل في دورينا، فلن يتمكن من الوصول إلى توليفة مناسبة، لأن اللاعبين لم يلعبوا مع بعضهم بعضاً، والتدريبات ليست كافية إطلاقاً، والمجموعة بحاجة إلى المزيد من الوقت.

قلة التجانس أفقدتنا فرصة خطف البطاقة الثانية المؤهلة إلى المونديال وبشكل كبير، لكن نأمل أن يجد اتحاد الكرة المزيد من الوقت للأبيض حتى لا نفقد فرصة التأهل عبر الملحق، لأننا الآن نملك الأسماء التي يمكن أن نراهن عليها، ولكن، للأسف، المنتخب لا يملك الوقت الكافي.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه