«المزاج السياسي»
في عام 2013، كان العنوان الأبرز للصحف المحلية والعالمية، تشكيل كيان ضخم لصناعة الألمنيوم في دولة الإمارات تحت اسم «شركة الإمارات العالمية للألمنيوم»، بعد اندماج شركتي «دبي للألمنيوم» المعروفة وقتها باسم «دوبال»، و«الإمارات للألمنيوم» المعروفة اختصاراً باسم «إيمال».
الكيان العملاق الذي تأسس من اندماج الشركتين أصبح خامس أكبر شركة ألمنيوم في العالم من حيث الإنتاج، بقيمة إجمالية تزيد على 15 مليار دولار.
فكرة الاندماجات لم تكن مألوفة بقوة في المنطقة العربية في تلك الفترة، باستثناء دولة الإمارات التي شهدت أكثر من نموذج، سواء على مستوى الصناعة، أو القطاع المصرفي، والنتيجة أن عملاق الألمنيوم في الإمارات يدير حالياً مصهرين رئيسين، الأول: مصهر جبل علي، ويضم مصهراً بطاقة إنتاجية تبلغ مليون طن سنوياً ومحطة طاقة بقدرة 2.350 ميغاواط. والثاني: مصهر الطويلة، ويضم مصهراً بطاقة إنتاجية تبلغ 1.3 مليون طن سنوياً ومحطة طاقة بقدرة 3.100 ميغاواط.
كما تم الإعلان في 2023 عن البدء في إنشاء أكبر مصنع لإعادة تدوير الألمنيوم في الإمارات بطاقة إنتاجية تصل إلى 170 ألف طن سنوياً بجوار مصهرها في «الطويلة».
وبحلول نهاية 2024، حلت دولة الإمارات في المرتبة الخامسة عالمياً في إنتاج الألمنيوم الأولي بإنتاج بلغ 2.7 مليون طن متري، ليعكس هذا الإنتاج المستقر دور الدولة البارز في السوق العالمية.
الألمنيوم يدخل في الصناعات كافة، ومن أهمها: الطيران، والفضاء، والسيارات، والإنشاءات، والبناء، وتغليف المواد الغذائية، والصناعات الكهربائية والإلكترونية، والصناعات البحرية، والطاقة المتجددة، والمجال الطبي، وغيرها الكثير.
هذه واحدة فقط من صناعات الإمارات الواعدة التي استطاعت خلال وقت قياسي أن تُوجد في الأسواق العالمية، وتضع علامة «صنع في الإمارات» بجانب الدول الأولى، وأصحاب التاريخ الطويل في إنتاج وتصدير الألمنيوم.
أما في ما يتعلق بالتجارة، فقد جاءت دولة الإمارات كثاني أكبر مصدر للألمنيوم إلى الولايات المتحدة في عام 2024، إذ شكلت نحو 8% من إجمالي استهلاك الألمنيوم الأميركي.
التقلبات التي تشهدها السوق العالمية وحركة التجارة بسبب زيادة الرسوم الجمركية الأميركية ستؤثر حتماً على الكثير من دول العالم، وتفرض شروطاً جديدة للتعاملات بين الدول، وتُعيد توجيه وجهات سلاسل الإمداد العالمية، لكن يبقى الاقتصاد القوي، القيد الأكبر على تقلب أي «مزاج سياسي».
@amalalmenshawi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه