الطريق إلى القمة.. متّسع للجميع
في هذه الحياة نمشي في طرقات لا نعلم دائماً إلى أين ستقودنا. نخطو الخطوة تلو الأخرى، نتعثر أحياناً، ونتوقف أحياناً أخرى، لكننا لا نفقد الإيمان بأن لرحلتنا معنى، وأن لكل تأخير حكمة لا نراها إلا بعد حين.
نحلم، ونسعى، ونبذل، وكلما اقتربنا من القمة نجد من يشدّنا إلى الخلف. لا لشيء إلا لأنهم لا يريدون لأحد أن يسبقهم. كلما أضاء في قلوبنا نور الطموح ظهرت أيد تحاول أن تطفئه، وكأن النجاح لا يليق بنا، أو كأن الفرح لا يجب أن يسكننا.
لكن الحقيقة التي تعلمناها من الحياة، أن النور الحقيقي لا ينطفئ بسهولة، وأن الطموح الصادق لا يُهزم أمام العقبات، بل يُولد من رحمها. نكتشف مع الوقت أن العوائق ليست نهاية الطريق، بل هي جزء منه، وأن الأصوات المثبطة لن تعيق من آمن بنفسه، ولا من اختار أن يكمل المسير رغم كل شيء.
وفي لحظات كثيرة، نتساءل: لماذا لا نجد من يمسك بأيدينا؟ لماذا لا يكون النجاح مشتركاً، لا فردياً؟ لماذا يتعامل البعض مع القمة وكأنها لا تتسع إلا لشخص واحد؟
الواقع أن القمم كثيرة، والفرص واسعة، والنجاح لا يزداد جمالاً إلا حين نتشاركه، ما أجمل أن نصل وننظر خلفنا فنجد من صعد معنا، أو على الأقل من ساعدناه في طريقه. النجاح الحقيقي لا يكون بأن نغلق الأبواب خلفنا، بل أن نفتحها لغيرنا، ونرسم لهم طريقاً أسهل مما سرنا فيه.
فلنكن ممن يصنعون الفارق، ممن لا يكتفون بالوصول، بل يأخذون بأيدي الآخرين. فلنكن نوراً لا يخفت، وسنداً لا يخون، وأثراً لا يُنسى.
آمن بنفسك، واحتفل بإنجازاتك، ولو لم يرَها أحد. لا تنتظر تصفيق الآخرين، اصنع لنفسك صوتاً يُشبهك، ازرع الخير في كل من تقابل، وكن أنت الداعم الذي تمنيت يوماً أن تجده، فالحياة لا تُعطينا دائماً من يساندنا، لكنها تمنحنا الفرصة لنكون نحن من يساند.
ففي نهاية المطاف، القمة لا تكتمل إلا بالمحبة، ولا يكتمل النجاح إلا حين يكون للغير نصيب منه.
ahmad.amiri1@outlook.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه