تفاصيل صفقة بيع منزل استضاف زعماء قمة «اللاءات الثلاث» بالخرطوم
كشفت سلوى كريمة الزعيم السوداني الراحل محمد أحمد المحجوب التفاصيل الكاملة لصفقة بيع منزل والدها في الخرطوم «2» الذي استضاف زعماء قمة «اللاءات الثلاث»، وبلغ سعر الصفقة 70 ألف دولار فقط.
وأشارت كريمة زعيم الأمة محمد أحمد المحجوب إلى أن بيع المنزل الذي شهد أيضا اجتماعات للقيادات الوطنية السودانية الترتيبات لما قبل إعلان استقلال السودان من الاستعمار الإنجليزي، تم في مزاد علني دون علمها وبأمر المحكمة.
وذكرت كريمة الراحل سلوى بحسب صحيفة «الانتباهة» السودانية أن الأسرة لا علم لها بالبيع سوى الصدفة.
وقالت سلوى أنهم سعوا لوقف عملية بيع الإرث التاريخي إلا أنهم فشلوا في ذلك، وأرجعت عملية البيع لتورط ابن أختها في مديونيات سابقة لا تخصه في نفسه وإنما تخص شركة كان يديرها.
وأكّدت كريمة المحجوب أن ابن شقيقتها يمتلك نصيبًا في البيت، إلا أن البيع تم لكل البيت على الشيوع.
ونفت سلوى أن يكون البيع قد تم بـ700 ألف دولار بل أن الصفقة كانت 70 ألف دولار فقط.
وأشارت إلى أن السعر غير مناسب على الإطلاق لمنزل شهد حقبة مهمة من تاريخ السودان،ناهيك عن موقعه في قلب الخرطوم، وعبرت عن استغرابها لعدم إخطار الورثة أو إعلان شرعي للبيع.
والمحجوب من مواليد عام 1908م بمدينة الدويم بولاية النيل الأبيض، تخرج في قسم الهندسة بكلية غردون التذكارية عام 1929م، والتحق بمدرسة الحقوق ونال الإجازة في الحقوق عام 1938م.
انتخب عضواً بالجمعية التشريعية عام 1947 واستقال منها عام 1948م.
سطع نجمه السياسي كأحد القيادات في حزب الأمة وناضل من اجل استقلال السودان تحت شعار السودان للسودانين.
تدرج في المناصب القيادية في الحزب والدولة تولى منصب وزارة الخارجية عام 1957م وفي حكومة ثورة أكتوبر 1964م تولى منصب وزارة الخارجية.
خاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد العدوان الإسرائيلي عامي 1956 والنكسة 1967 م وألقى خطبة عصماء باسم الدول العربية.
وفي فترة الديمقراطية الثانية بالسودان تولى منصب رئيس الوزراء عام 1967م،وتولى المنصب مرة أخرى عام 1968م إلى جانب مهام وزير الخارجية.
وعقدت في فترته القمة العربية صاحبة «اللاءات الثلاث» واستطاع بحنكته وخبرته التوسط بين الراحلين العاهل السعودي الملك فيصل بن عبد العزيز والرئيس المصري جمال عبد الناصر وإزاله الخلافات بينهما.
وقمة «اللاءات الثلاثة» أو قمة الخرطوم هي مؤتمر القمة الرابع الخاص بجامعة الدولة العربية، وعقدت في العاصمة السودانية في 29 أغسطس 1967 على خلفية «نكسة»عام 1967.
وقد عرفت القمة باسم قمة «اللاءات الثلاثة» حيث خرجت القمة بإصرار على التمسك بالثوابت من خلال لاءات ثلاثة: لا صلح، ولا اعتراف، ولا تفاوض مع العدو الصهيوني، قبل أن يعود الحق لأصحابه.
وحضرت كل الدول العربية المؤتمر بإستثناء سورية.
كتب المحجوب في الكثير من المجلات والصحف اشهرها حضارة السودان والنهضة ثم الفجر، زاوج ما بين السياسة والقانون والفكر والأدب وكان شاعرا لا يشق له غبار.
من مؤلفاته كتاب الحركة الفكرية في السودان إلى أين تتجه، و(الديمقراطية في الميزان) باللغة الإنجليزية.
له أشعار كثيرة ومؤلفات أدبية مثل ديوان (الفردوس المفقود)، و( قصة قلب) و(مسبحتي ودني) هذا عدا المقالات والخطب المتعددة داخل البرلمانات السودانية المتعاقبة أو في أروقة الأمم المتحدة ومنظمة الدول الأفريقية.
كان المحجوب زعيم المعارضة داخل البرلمان السوداني، ويوم إعلان الاستقلال في واحد يناير 1956، قال جملته المشهورة وهي«لا معارضه اليوم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news