أرملة رئيس مباحث قوص تنعيه بكلمات مؤثرة بعد استشهاده
لم تكن فاجعة موت الفجأة التي تعرضت لها "سارة" أرملة ضابط الشرطة المصري باسم فكري، رئيس مباحث قوص في محافظة قنا، هي الأولى، حيث سبق وأن توفي والدها ووالدتها و3 من أشقائها عندما انقلبت سيارة والدها المحامي محمد رشاد، في حادث أليم عام 2005، قبل أن يستشهد زوجها مؤخراً، خلال مطاردته عناصر إجرامية في محافظة قنا، والذي تصدرت قصته تريند موقع "غوغل"، اليوم السبت، لأكثر موضوعات البحث في مصر، تحت مسمى "استشهاد رئيس مباحث قوص بقنا".
تزوجت سارة، طبيبة أمراض جلدية، الضابط باسم في مارس 2015، وأنجبا طفلاً واحداً اسمياه "سليم"، وبعد استشهاد "باسم"، نشرت "سارة" صورتين لهما على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وكتبت عليهما: " ظننت أن الدنيا تبسمت لي بمجيئك لي، لكن للأسف، الفرحة غالية ونادرة، نفس المشهد يتكرر بعد 15 عاما،
المرة الأولي مع أهلي، بعد انقلاب سيارتنا في طريقنا للأقصر، ولم ينج من الحادث سوى أنا وأختي، لم أستطع الذهاب للمستشفى لرؤيتهم في المشرحة، قلبي لم يطاوعني أرى أبي وأمي وميرنا وعبدالرحمن وعبدالله، و لم أصدق وفاتهم من الأصل".
وتابعت: "صممت أنا وأختي على استكمال دراسة الطب، بناء علي رغبة أبي رحمه الله، لكم أن تتخيلوا ظروف الحياة التي تخبطت بها بنتان لمدة عشرة سنوات متواصلة، لن أتكلم عن إحساس الفقد والمرارة والخذلان من أقرب الناس التي جعلتك حتى تفقد ثقتك في نقاء الحياة".
أضافت: "التقيت أنا وباسم في أول فبراير 2014، لم ننس أبداً هذا التاريخ أنا وباسم ، وجدت به من النقاء والطيبة والحنية والشهامة والحب الطيب النقي ما لم أكن أتوقع أن هذه الأشياء موجودة في هذا الزمن، لم يكن كأي ضابط شرطة من طيبته المفرطة، دخلنا في سلسلة من المشاكل لم تنتهي بسبب المحيطين بنا ومع ذلك تمسك كل منا بالآخر وكأن كل من حولنا يستكثر علينا الفرحة معاً، يعلم الله أن ما حدث كاد أن يقصم ضهري، لولا ثبات باسم وابتسامته الطيبة التي جعلت كل شيء يمر، تزوجنا في 5 مارس 2015 وبعد ما اخترنا وحددنا الفرح، اكتشفنا الشبه بين هذا التاريخ وتاريخ الحادث منذ 10 سنوات، فظننت أن الدنيا تصالحني .
واستكملت: "طبيعي كان هناك العديد من الأزمات مثل أي بيت بس كانت بتتحل، رجل مصلي ملتزم بقراءة ورد يومي بعد كل صلاة، كثير الاستغفار والذكر، حنون لأقصى درجة على ابنه سليم، يتعامل معه بعقلية الطفل، ومرت السنين وأنا أعتقد أن الحياة صالحتني به، ولكن للأسف لم تستمر فرحتي طويلاً ليتكرر نفس المشهد حين جائتني مكالمة تليفونية تخبرني بأن زوجي في مستشفي قفط، في الثامنة مساء، لم أدري كيف ذهبت هناك وأنا في قمة انهياري، لأجد أنه استشهد، كم كان المشهد قاسياّ، صممت أن لا أتركه حتى أشاهده، لن أخاف مرة أخرى من إلقاء نظرة الوداع على أقرب الناس لي، قبلت يده الشريفة الطاهرة ووجدته متبسماً وكأنما أدى كامل واجبه ورسالته في الحياة، الحياة لا تترك الطيبين الطاهرين طويلاّ، لكني كنت أحتاجك يا باسم، لمّ تركتني وحدي مرة أخرى؟، كنت لي نعم الحبيب والزوج و الضهر والسند، وداعاّ يا حبيبي، وداعاّ يا رفيقي".