«ممنوع حدا يكون جوعان».. مبادرات وتضامن في ساحات التظاهر بلبنان
تحولت خيم الاعتصام ضد الطبقة السياسية في مدينة صيدا إلى مطاعم ومتاجر وعيادات تقدم خدماتها بالمجان لكل محتاج، معمّمة مع غيرها من المناطق اللبنانية تصميما لدى المتظاهرين على تقديم نموذج تضامن ومقومات صمود في بلد يعاني من انهيار اقتصادي يهدد المواطنين في لقمة عيشهم.
تحت شعار «ممنوع حدا يكون جوعان»، أقام متظاهرون يرابضون في ساحة إيليا في صيدا الجنوبية منذ أكثر من شهرين، مطبخاً جاهزاً يحضّرون فيه وجبات للفقراء بحسب ما يتوفر لديهم من خضار وخبز وفاكهة وغيرها من المواد الغذائية.
ويقول أحد منظمي المطبخ وائل قصب لوكالة فرانس برس «يتبرّع أصدقاء بالمواد الغذائية وتطوعت نساء للطبخ»، مضيفاً «هدفنا خلق حالة من التكافل الاجتماعي بين شرائح المجتمع».
في ساحة التظاهر في صيدا التي باتت مقصداً لمواطنين ضاقت بهم سبل العيش، يكفي ان يُبَثّ نداء عبر مكبر للصوت عند منصة الاعتصام المفتوح عن الحاجة إلى متبرع لوحدة دم، حتى يتطوع العشرات. ويمكن للمرضى أيضاً أن يتوجهوا إلى ساحة التظاهر لتسجيل أسمائهم لدى أشخاص قيمين على تنظيم المبادرة، يحولونهم إلى مستوصفات لتلقي العلاج مجانا.
إلى جانب مطبخ ساحة التظاهر، خُصصت خيمة لتوزيع الثياب المستعملة على المحتاجين أطلق عليها المتظاهرون تسمية «نوفوتيه الثورة».
وتقول المشرفة على خيمة الملابس المجانية زينب نجم «بدأت الفكرة بعشر قطع ثياب وتحولت إلى ما يشبه المتجر».
وتضيف «تزور نساء فقيرات الخيمة ويبحثن عما يناسبهنّ»، وأكثر ما يُسعدها هو «الأطفال الذي يفرحون حين يجدون بعض الدمى».
على بعد أمتار من ساحة الاعتصام، فتحت جمعيات أهلية أيضاً «مطعم الخير» لتوزيع الطعام للفقراء على مدى خمسة أيام أسبوعياً، وتضمنت الوجبات الأسبوع الماضي سلطة وكوسى محشي ويخنة لوبية والأرز والفواكه.
ويقول أبو أحمد ( 83 عاماً) الذي يرتاد المطعم يومياً «لا قدرة لي على شراء الطعام أو تحضيره».
ويضيف «لقد شبعت اليوم (...) لكنني أخاف من الأيام المقبلة».
وأمام مصرف لبنان المركزي في بيروت، نصب متظاهرون أطلقوا على نفسهم اسم «مجموعة شباب الثورة» الشهر الحالي خيمة تلقوا فيها تبرعات من ثياب إلى فرش ومواد غذائية لتوزيعها على محتجين. إلى جانب الخيمة، علّقت شعارات جاء فيها «الجوع كافر» و«أنتمي إلى الجياع».
في بيروت، أطلقت حملة «مش دافعين»، رفضاً لدفع الضرائب والرسوم المترتبة على المواطنين، فضلاً عن القروض المصرفية بسبب الإجراءات المتشددة التي تفرضها المصارف على سحب الأموال.
في طرابلس في شمال لبنان، المدينة التي يعاني 26 في المئة من سكانها من فقر مدقع ويعيش 57 في المئة عند خط الفقر أو دونه، برزت مبادرات إنسانية عدة اتخذت من ساحة النور، مقر التظاهر الرئيسي، مقراً لها.
وأنشىء في إحدى الخيم مطبخ يهدف إلى تحضير 2500 وجبة يومياً لتوزيعها على الفقراء الذين يتهافتون عليها من كل مناطق طرابلس.
وبرزت مبادرات أخرى في المدينة تهدف إحداها إلى ضمان إبقاء بعض المتاجر المتواضعة مفتوحة وخصوصاً في الأحياء الفقيرة.