السودان.. وفاة الصحافي وشاعر «الأكتوبريات» فضل الله محمد
غيب الموت الصحافي والشاعر الغنائي السوداني فضل الله محمد، عن عمر ناهز الـ76 عاماً. ويعد فضل الله أحد رموز الصحافة السودانية وروادها، أسهم في مسيرته المهنية بعطاء وافر، وقاد عدداً من المؤسسات الصحافية، حيث كانت آخر محطاته المهنية رئاسته للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات السوداني.
كان الراحل صحافياً بارزاً، وكانت تلك المهنة التي اختارها رغم دراسته للقانون، جاء بمفردات شعرية جديدة، وطوَّع تعابير درجت على أن تكون مصطلحات في قاموس تصوير العاطفة والإحساس؛ وتميَّز بالعفوية والتلقائية في النظم وصدق الكلمات.
وبرز نجم الراحل فضل الله محمد في ما عرف بـ«الأكتوبريات» إبان ثورة السودانيين في 21 أكتوبر عام 1964، وارتبط اسمه بثورة أكتوبر لأعماله الشعرية المؤرخة لها، حيث برزت «أكتوبر واحد وعشرين.. يا صحو الشعب الجبار»، و«شهر 10 حبابو عشرة».
وكتب الشاعر الراحل قصائده «الأكتوبرية» النضالية إبان دراسته في الجامعة حيث كان من الطلاب مفجري ثورة أكتوبر، واعتقل اليوم الأول لها ولم يخرج من السجن الحربي إلا بعد بيان تنحي الرئيس السوداني وقتها إبراهيم عبود، فرجع إلي ودمدني وفي الطريق جاء النشيد الأكتوبري «أكتوبر واحد وعشرين».
وكتب الراحل فضل الله أيضاً نشيد «المبادئ» المشهور بـ«شهر عشرة حبابو عشرة»، قد أتى لاحقاً في عيد ثورة أكتوبر 1967م، حيث سبقه بعام كامل أي في عيد أكتوبر 1966م نشيد الانطلاقة لما فيه من مفردات تعبيرية ثورية عميقة وذات مضامين قوية وقد كان باللغة الفصحي، «المجد للآلاف تهدر في الشوارع كالسيول.... يدق زاحفها قلاع الكبت... والظلم الطويل».
شكَّل الراحل فضل الله محمد واحدة من أميز الثنائيات في مسيرة الأغنية السودانية المعاصرة مع الموسيقار محمد الأمين في أغنياته العاطفية وأناشيده الوطنية.
ويعد الشاعر فضل الله واحداً من جيل العباقرة الذين زاوجوا بين الشعر ومهنة الصحافة، وهو صاحب أغنية «الجريدة»، الأغنية الوحيدة التي تمس كلماتها الواقع الصحافي، حيث تجد فيها المقال والخبر والقصة.
كتب أجمل القصائد والأشعار التي كان نصيب ابن مدينته الفنان محمد الأمين منها «الحب والظروف، بتتعلم من الأيام، الجريدة، كلام زعل، الموعد أشوفك بكرة في الموعد، قالوا متألم شوية، زاد الشجون، وغيرها من الأعمال الشهيرة».
وغنى له الفنان الراحل عبدالعزيز محمد داود «في حب يا أخوانا أكتر من كدا»، كما غنى له الفنان أبوعركي البخيت «طريق الماضي» و«بوعدك»، .وتظل أغنية «من أرض المحنة ومن قلب الجزيرة» شامة وعلامة حب كبيره لمدينته ودمدني (وسط السودان)، وقد صدح بها الفنان الراحل محمد مسكين.
وأغنيته «زاد الشجون» تركت بصمة في وجدان وذاكرة الشعب السوداني، وامتازت بمقطوعات متميزة وكلمات رزينة، إذ تعتبر إحدى مواليد المدرسة الكلاسيكية في التأليف الموسيقي، وقد كتبها وهو طالب بجامعة الخرطوم.
ولد الراحل في مدينة ودمدني جنوب العاصمة السودانية الخرطوم في 25 ديسمبر 1944، وتخرج في كلية القانون بجامعة الخرطوم عام 1968.
يقول عنه الفنان محمد الأمين، إنه من أفضل الشعراء الذين تعامل معهم، وأنه دائماً كان يسعى لكلمات فضل الله محمد ويحثه على الكتابة له.
وشغل فضل الله محمد رئيس المجلس الأربعيني لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم حينما كان طالباً، كما شغل لاحقاً منصب الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات، وترأس تحرير عدد من الصحف السياسية السودانية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news