"روبوتات" و"درونز" وذكاء اصطناعي.. الطريقة الصينية لوقف تفشي "كورونا"
أظهر تفشي "كورنا" كيف قامت الصين باستخدام التقنية المتقدمة لمكافحة الوباء، بنجاح. وقد نشرت السلطات المحلية الروبوتات، وطائرات بدون طيار لقياس درجة حرارة الأشخاص، واستخدمت الواقع الافتراضي للتواصل مع المرضى، والذكاء الاصطناعي الذي تسمح بالكشف السريع، وكل ذلك أثبت فاعليتها في الأسابيع الماضية، وأن الصين كانت تتقدم نحو المستقبل بخطى ثابتة.
بات هذا البلد رائداً عالمياً في مجال طائرات "درون" المدنية، ولا عجب أنه كان قادراً على تكييف أجهزته مع الاحتياجات الناجمة عن تفشي الفيروس المستجد. وفي غوانزو، قامت الشركة المصنعة "إكس أيه جي"، بتكييف أجهزتها، المخصصة عادة للزراعة، للسماح لها برش رذاذ مضاد للفيروسات، في المناطق الأكثر تضرراً.
وهذا الحل يستخدم، أيضاً، في مقاطعات جيلين وشاندونغ وتشجيانغ. وفي مقاطعة جيانغشي، طلب الحاكم من السكان الوقوف بالقرب من نافذتهم حتى تتمكن طائرة "درون"، من قياس درجة حرارتهم. وبمجرد أن تقرر أمر الحجر المنزلي، نشرت السلطات أساطيل من الطائرات بدون طيار لتشجيع السكان على العودة إلى ديارهم. كان بعضها مزوداً برسائل مسجلة مسبقاً، وأخرى تبث إعلانات حية؛ مثل الذي يحث البقاء في الداخل، "أليس من المريح البقاء في المنزل حيث الطعام والشراب؟" و"أنت لا ترتدي قناعاً!" و"لا تخرج إذا لم يكن ذلك ضروريا!"ً
وتم تجهيز بعض الطائرات للمراقبة بكاميرات حرارية، يمكنها التعرف إلى المارة الذين لديهم لحمى وإخطار الشرطة على الفور.
وبينما كان سكان هوانغشي، البالغ عددهم 3 ملايين نسمة، ملتزمين بحظر التجوال وإبقاء الأبواب والنوافذ مغلقة، كانت المدينة مزدحمة بالمركبات الآلية التي ترش الجدران والأرصفة ومواقف الحافلات، وغيرها من الأماكن. وفي مركز الوباء، في ووهان، بدأت عربات بيضاء بدون سائق من شركة "جينغدونغ رايسنغ"، في تقديم الوجبات والإمدادات الطبية لموظفي مستشفيات المدينة المنهكة. واستخدمت شاحنات طعام مؤتمتة بالكامل، إذ تأتي الممرضات لشراء الطعام، يومياً. وفي الفنادق التي تم تخصيصها لإيواء مرضى "كوفيد 19"، في هانغتشو، تم جلب الروبوتات الصغيرة، التي أطلق عليها اسم "الفول السوداني الصغير"، والتي كانت تحمل صواني الطعام إلى المرضى، مرتين في اليوم.
وتفحص كاميرا حرارية واحدة، نحو 200 شخص في الدقيقة، مع خطأ 0.5٪. وفي بلد يعتبر مرجعاً في عمليات المراقبة، أثبتت الترسانة فاعليتها في الكشف عن المواطنين الذين يحتمل أن يتأثروا بـ الفيروس، باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، من قبل شركات مثل "سانس تايم"، المتخصصة في التعرف إلى الوجوه، والتي جهزت آلاف الكاميرات لمراقبة درجة حرارة السكان، وتنبيه السلطات بمجرد أن يُكتشف أحد سكان المدينة، بحرارة فوق 37.3 درجة مئوية.
وتقول "سانس تايم" إنه يمكن التعرف إلى درجة الحرارة حتى عندما يرتدي الشخص قناعاً، ويتم ذلك "بدرجة عالية من الدقة نسبياً". وتم تجهيز الشرطة بخوذات مزودة بكاميرات حرارية تسمح بقياس درجة حرارة السكان، مع هامش خطأ بنسبة 1٪، على مسافة متر. وفي غضون ذلك، لجأ عملاق البيع على الانترنت"أليبابا"، إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، خلال الأزمة، من أجل تقليل وقت الكشف في ماسحات الرئتين، للمرضى المحتملين، وتقليل وقت التقييم إلى 20 ثانية، (و96٪ من الدقة)، مقابل 15 دقيقة عند التقييم البشري.