في زمن "كورونا".. الأقمار الصناعية تتبع الإمدادات الغذائية حول العام
بينما يؤدي وباء كورونا المستجد إلى حالة من القلق بشأن مدى قوة سلاسل الإمدادات الغذائية في العالم، يتجه الجميع، من حكومات وبنوك، إلى السماء من أجل طلب المساعدة.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للانباء عن جيمس كروفورد، مؤسس وكبير المسؤولين التنفيذيين في شركة "أوربيتال إنسايت"، وهي شركة بيانات ضخمة تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، وتستخدم الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار والمناطيد وبيانات تحديد المواقع الجغرافية الخاصة بالهواتف المحمولة، لتتبع ما يحدث على سطح الأرض، إن الاستفسارات التي تلقتها الشركة بشأن تتبع الإمدادات الغذائية تضاعفت خلال الشهرين الماضيين.
وقال كروفورد في مقابلة عبر الهاتف: "نقوم بمساعدة مديري سلاسل التوريد، والمؤسسات المالية، والوكالات الحكومية، على الإجابة على الأسئلة التي لم يتخيلوا من قبل أن يطرحوها".
وقد أثار تفشي فيروس كورونا، طفرة جديدة في الطلب على البيانات البديلة، لتسليط الضوء على كيفية تأثير الوباء على الصناعات والتجارة في أنحاء العالم.
وهذا أمر مهم بشكل خاص في ظل صدور العديد من قرارات الإغلاق من جانب الحكومات حول العالم، والقيود الأكثر صرامة على حركة الأشخاص وسلاسل توريد السلع والخدمات اللوجستية في كل مكان، من آسيا وحتى أوروبا والأميركتين.
وقد أصبحت المخاطر التي تتعرض لها سلاسل توريد المواد الغذائية، ملحوظة بصورة أكبر، حيث يتأثر حاليا ملايين الاشخاص حول العالم بعمليات الإغلاق التي تفرضها الحكومات، مما يتسبب في ذعر لوجستي شديد ومع انتشار العدوى، التي تصل أيضا إلى العمال المسؤولين عن الحصول على الاغذية من المزارع ونقلها إلى أرفف متاجر السوبرماركت.
ويتحمل سائقو الشاحنات في أوروبا الانتظار لأوقات طويلة، كما تتزاحم الآلاف من حاويات الشحن في ميناء خاص بشحنات الأرز بالفلبين، بالإضافة إلى أن عمليات حظر التجول في جواتيمالا وهندوراس قد تؤدي إلى إبطاء شحنات من البن المميز.
وفي الولايات المتحدة، تحذر أكبر شركة لصناعة منتجات لحوم الخنزير في العالم، من وجود نقص في اللحوم، بعد أن أدى انتشار الفيروس بين الموظفين إلى غلق مصنع رئيسي للحوم، بينما قالت الهند إن شحنات السكر قد تصل متأخرة، بسبب نقص الايدي العاملة في الموانئ والمصانع.
ويطلب عملاء شركة "أوربيتال إنسايت" بيانات من أمثال: تاريخ مغادرة سفن الشحن للموانئ، وتاريخ إغلاق المصانع، وعدد الركاب الذين يسافرون من خلال المطارات.
وقال كروفورد إنه مع استمرار ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس، فقد بدأ العملاء في الأسابيع الأخيرة التركيز على تتبع محلات البقالة وتجار الجملة ومراكز التوزيع، لمراقبة كل شيء، بداية من الإمدادات الغذائية ووصولا إلى إنتاج الإمدادات الطبية في مصانع محددة.
ولا يقتصر الأمر في التحول للبيانات البديلة على هؤلاء الذين يرغبون في متابعة سلاسل التوريد، حيث تسعى الشركات إلى عقد صفقات في وقت يتسبب فيه الحجر الصحي الحالي في منع إقامة الاجتماعات بصورة واقعية، لذلك تتجه نحو طرق غير عادية للحصول على مزيد من المعلومات.
من ناحية أخرى، تستخدم شركة "يونيليفر إن في"، التي تعتمد على شركة "أوربيتال إنسايت" في تحسين تتبع المواد الخام في سلاسل التوريد الخاصة بها، تقنيات مثل "زواحف الشبكات" و"الذكاء الاصطناعي"، للتحقق من ملايين من عمليات تسليم البضائع ومتابعة آلاف الموردين لتحديد المخاطر المحتملة أو النقص المحتمل.
من جانبه، قال مارك إنجل، كبير مسؤولي سلاسل التوريد في "يونيليفر"، إن عملاقة السلع الاستهلاكية تبحث عن إشارات تحذير من خلال تحليل أنماط تسليم الشحنات، لمعرفة ما إذا كان الموردون يعانون من أجل الايفاء بالطلبيات والتحقق من السلامة المالية للموردين، ليتمكنوا سريعا من البحث عن بدائل.