عالم جينات: من الخطأ علمياً افتراض أن الصين هي مصدر "كورونا"
كثير من الناس على الإنترنت يلومون الصين على انتشار فيروس كورونا الذي تسبب في جائحة في جميع أنحاء العالم. لكن المنطق الكامن وراء اللوم يمكن أن يكون واهيا، لأن من الخطأ علمياً افتراض أن الصين هي المصدر لمجرد أن أول تتبع لتسلسل جينوم الفيروس بدأ من البلاد.
ويقول عالم الوراثة بجامعة كامبريدج، بيتر فوستر، والذي نشر بحثًا هذا الشهر بالأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة حول الطفرات المبكرة للفيروس: "إذا تم تسجيل شخص مثلا من اسكتلندا في قاعدة البيانات أولاً بأنه يحمل جينوم الفيروس، فمن الواضح أن اسكتلندا ستبدو البلد الذي تشكل فيه الفيروس. ولكن هذا ليس نهجًا صحيحًا".
وشرح فورستر في مقابلة عبر سكايب مع تشاينا غلوبال تلفيشن نيتورك: موضحا: "أقول هذا لأن هناك أشخاصًا تبنوا هذا النهج وليس هذه هي الطريقة المثلى لمعالجة ذلك". ويمضي قائلا: "ما هو مهم الآن أن نعتبر أن أحدث جينوم في قاعدة البيانات ليس بالضرورة أن يكون أصل المرض."
وفقًا للدراسات التي أجراها فورستر وفريقه، فإن أول إصابة بشرية بالفيروس حدثت بين 13 سبتمبر و7 ديسمبر من عام 2019. وأكد فوستر أن دراسته صحيحة بنسبة 95%.
تم أخذ أول عينة من فيروسات كورونا المعروفة بالمستجدة في ليلة عيد الميلاد في عام 2019، والتي كانت بعد أكثر من أسبوعين من أحدث تاريخ محتمل للعدوى الأولى، إذا كان الحساب صحيحًا. ويقول فورستر: "في هذا الوقت يمكن أن يحدث الكثير من حيث الطفرة والانتشار والانحراف الجيني، لذا، لا تؤكد لنا عينة ليلة عيد الميلاد أصل المرض على الإطلاق."
وللعثور على أصل الفيروس طبقت ورقة فورستر على موقع الاكاديمية الوطنية للعلوم بشكل مبدع "تحليل شبكة تطور الجينات"، والذي يتم استخدامه عادة لتحليل أصول الإنسان. وبعد أن وضع خارطة لـ 160 عينة جينية من جميع أنحاء العالم، اكتشف ثلاثة أنواع رئيسية من السارس - CoV-2، وهي A و B و C
وكشف بأن النوع A، هو الذي يصيب البشر على نطاق واسع في أوروبا وأمريكا ولكنه ليس شائعًا جدًا في شرق آسيا. وأن النوع B، المنتشر في شرق آسيا، مغلق إلى حد كبير في المنطقة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الناس في مناطق أخرى قد يكون لديهم مقاومة أفضل ضد هذا النوع.
ومن النتائج المدهشة الأخرى، وفقًا لفورستر، فإن البيانات الجينومية تنشرها بشكل أساسي دول مثل الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة ، وليس ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا. ودعا إلى نشر المزيد من البيانات الجينية لمعرفة ما إذا كانت أنواع مختلفة من أمراض COVID-19 تحتاج إلى علاجات ترتبط بها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news