الكمامات والقفازات المستعملة للحماية من «كورونا» تشكل خطرا على البحار بعد رميها
حذر خبراء البيئة من أن كمامات الوجه والقفازات المستخدمة للحماية من فيروس كورنا، التي يتم التخلص منها تشكل خطرا كبيرا على البحار.
وأصدر محافظ مدينة نيويورك أندرو كومو الخميس أمرا يطالب فيه العامة بارتداء الكمامات عندما يكونون في أماكن عامة حيث التباعد الاجتماعي غير ممكن. وأوصت مراكز مراقبة الأمراض الأميركية بارتداء الكمامات نتيجة القلق من فيروس كورونا.
وظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور القفازات و الكمامات الملقاة على الأرض في الشوارع ومواقف السيارات والشواطئ والمروج الخضراء، في كافة أنحاء العالم كافة، حيث يقوم عمال النظافة بجمعها، في حين أن كميات كبيرة أخرى تصل إلى المياه العادمة وبالتالي إلى البحار.
ولا ترجع خطورة هذه الكمامات والقفازات إلى أنها ربما تحمل إمكانية وجود فيروس المرض، وإنما لأنها تحوي مواد لا يمكن إعادة تدويرها، كما أنها لا تتحلل. ومن المعروف أن الكمامات الجراحية مصنوعة من نسيج يدخل البلاستيك في تركيبه.
ووفق الإدارة الوطنية للبيئة والبحار في الولايات المتحدة فإن البلاستيك يشكل تهديدا للنظام البيئي، إذ أنه ينتشر في الماء ويتحول إلى قطع صغيرة.
واكتشف علماء البحار أن العديد من الأسماك تستهلك هذه القطع البلاستيكية الصغيرة، حيث تعتبرها طعاما عن طريق الخطأ، كما أن نحو 600 نوع من الأنواع البحرية مهددة نتيجة التلوث. وهناك خطر يتهدد نحو مليار شخص حول العالم يستهلكون الأطعمة البحرية كمصدر رئيس للبروتين.
وتضيف الكمامات المستعملة ضررا إضافيا لهذه المشكلة المستفحلة أصلا، حيث ينتهي نحو 8 مليون طن من البلاستيك إلى البحار سنويا، بحيث أنها أصبحت تشكل 80% من المخلفات الموجودة في البحار وفق الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة.
وترجع خطورة القفازات ذات الألوان البراقة إلى أن طيور البحار و السلاحف وثدييات بحرية أخرى تعتقد أنها طعام فتأكلها وتسبب لها أضراراً خطيرة وغالبا النفوق.
وقالت الخبيرة الأميركية ماريا ألغارا التي أنشأت منظمة «نظفوا شاطئ ميامي» العام الماضي، أن الفقازات المستعملة تشكل تهديدا كبيرا وينبغي التعامل معه عن طريق تعليم العامة عن خطورته ليعرفوا مدى الخطأ الذي يرتكبونه"